16.875 مليون يورو دفعه 4500 حاج أوروبي، ثمناً، لأداء فريضة الحج للمرة الأولى في حياتهم، منطلقين في رحلتهم الروحانية نحو الأراضي المقدسة، والتي هي واحدة من أركان دينهم الجديد - الإسلام - وكل منهم مخلفاً وراءه حياة بأكملها، ديناً، ووطناً، وناساً. منظمة المجتمع الإسلامي، نشرت مظلتها لاحتواء المسلمين في أوروبا ما استطاعت، سواء كانوا جدداً أم غير ذلك، حجيجاً أم مقيمين، وهي التي انبثقت في ثمانينات القرن الماضي، عن نقابة عمالية «تركية» تأسست قبل ذلك ب20 عاماً في ظل ديمقراطية دولة ألمانيا، حاضنة للجماعات الإسلامية الصغيرة في عددٍ من الأقاليم في الدول الأوروبية. ويوضح رئيس منظمة المجتمع الإسلامي في أوروبا كمال أرقون أن منظمته تنظم في كل عام رحلة لأداء شعيرة الحج للمسلمين الجدد، القادمين من كل البقاع الأوروبية إلى مكةالمكرمة، والتعرف على المقدسات الإسلامية، ورغبة في استكشاف «الأطلال» الإسلامية التي طالما سمعوا عنها بين مجتمعاتهم، أو قرأوها في الكتب القديمة. ويروي أرقون أن الأحداث التي عصفت بالعالم، وتحديداً 11 من أيلول (سبتمبر) شكلت نقطة تحول إيجابية للمنظمة، وذلك بإقبال الكثير من المجتمعات الأوروبية إلى القراءة عن الإسلام، مضيفاً: «في ظل حملات التشويه التي كنا نواجهها بعد تفجير مبنيي التجارة العالمية، إذ انتشر ظلماً أن الإسلام دين الإرهاب، فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم». ويفيد بأن بعضاً من المسلمين الجدد بعد قدومهم إلى مكةالمكرمة والتأثر بالمشاعر المقدسة، «تهيج» مشاعرهم وتطمئن أرواحهم، فيطلبوا العيش والاستقرار في مكةالمكرمة بالقرب من المشاعر المقدسة، والتمتع بالنظر إلى الكعبة المشرفة، تاركين خلفهم حياة قديمة. ويؤكد كمال أرقون أن الحاضر الإسلامي يُعد محبطاً، بسبب المخالفات والأخطاء الشائعة التي تصدر من بعض المسلمين، إذ إن وسائل الإعلام الغربية تقتنص كل ما هو مسيء للإسلام وأهله، موضحاً أنها أحد المعوقات التي تستغل سلباً ضدهم في الدول الأوروبية. وأضاف: «أرجو من جميع المسلمين المستقرين في الدول الأوروبية أن لا يستهينوا بالأعمال الخيرية التي يعملونها، والحرص على الدعوة بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، تأكيداً للشريعة الإسلامية التي حثت على ذلك».