دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الدول المعنية باجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، الذي انعقد في 25 أيلول (سبتمبر) الماضي في نيويورك، الى تفعيل قراراتها بتقديم العون المالي للبنان لمواجهة التحديات الناجمة عن تدفق النازحين السوريين إليه وعن انعكاسات الأزمة السورية على وضعه الاقتصادي، مؤكداً أن «المشاركة في الأعباء المالية لا تزال غير كافية» وأن «المشاركة في الأعباء العددية للنازحين» عن طريق توزيعهم أو إيواء جزء منهم الى الأراضي السورية، «رمزية». وإذ دعا سليمان المجتمع الدولي في اجتماعين عقدهما مع كل من ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأمم المتحدة ورؤساء البعثات العربية، ثم مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي، الى مؤتمر جديد للدول المانحة لتسديد الالتزامات المالية التي أُعلنت في مؤتمر الكويت مطلع العام الحالي، انشغلت الأوساط الرسمية والسياسية بتتبع حركة الاتصالات من أجل الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في إعزاز السورية، إذ زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المولج بالمفاوضات في هذا الشأن، سورية مساء أول من أمس، بعد أن كان زار إسطنبول بناء لطلب السلطات التركية، ثم عاد وانتقل أمس مجدداً الى تركيا، في مفاوضات مكوكية أوحت بأن الأمور أخذت تقترب من نهايتها، إذ ان البحث تناول مع المسؤولين السوريين لائحة السجينات السوريات التي يطالب خاطفو اللبنانيين من المعارضة السورية بالإفراج عنهن. إلا أن اللواء إبراهيم قال قبيل مغادرته الى تركيا مجدداً، إن إنهاء قضية المخطوفين «تحتاج الى الوقت والى زيارات عدة». وكان اللافت في اجتماع الرئيس سليمان الى رؤساء البعثات الديبلوماسية المعنية بتقديم الدعم الى لبنان، أن سفيرة الاتحاد الأوروبي أنجلينا إيخهورست أعلنت عن زيادة دعم الاتحاد للبنان للإيفاء بأعباء النازحين السوريين بقيمة 70 مليون يورو من جهة، وتأكيدها على الصعيد السياسي مع المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، في كلمتين لهما، تبني اعلان بعبدا مجدداً (يقول بتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية)، ودعوة الأطراف اللبنانيين كافة الى التقيّد به، هذا فضلاً عن تأكيد بلامبلي «الحاجة الملحة لتشكيل حكومة»، وتقديره مع ايخهورست «لقيادة الرئيس سليمان للحفاظ على وحدة لبنان واستقراره». وذكّرت الأخيرة بأهمية التزامات لبنان الدولية بما فيها مساهمته السنوية في تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وجاء موقفا بلامبلي وايخهورست في ظل استمرار الفراغ الحكومي، وسط تقديرات بأن تقديم الدول المانحة الهبات، بات مرتبطاً بتشكيل حكومة جديدة تشرف على آلية صرف الأموال المخصصة للنازحين في لبنان. وعلى صعيد استعادة جثامين اللبنانيين الذين غرقوا في العبارة الاندونيسية أثناء محاولتهم الهجرة الى استراليا مطلع هذا الشهر، تبلغ وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور من القائم بأعمال السفارة اللبنانية في جاكرتا جوانا القزي ان عملية فحص الجثامين ال44 قد انتهت، وستبدأ عملية مطابقة الحمض النووي فور وصول الطبيب اللبناني الخبير البروفسور فؤاد أيوب الى جاكرتا صباح الاثنين المقبل. وأكدت القزي لمنصور ان السفارة اللبنانية في جاكرتا تبذل قصارى جهدها مع السلطات الأندونيسية من أجل تسريع عملية التعرف على الجثث تمكيناً لنقلها الى لبنان في مهلة لا تتجاوز نهاية الشهر. وعلى صعيد أزمة تأليف الحكومة، التي تصر «قوى 8 آذار» على أن تكون بصيغة 9+9+6، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وجوب تشكيل حكومة جديدة «ليس على شاكلة حكومات أبو ملحم أو على شاكلة من يطالب بصيغة 9+9+6» وسأل: «من أعطى الحق بطرح مثل هذه الصيغ؟ لا أحد يستطيع مصادرة صلاحيات الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام ومن هنا عليهما تشكيل الحكومة وإرسالها الى مجلس النواب الذين عليهم المشاركة في جلسة منح الثقة للحكومة». وتناول تفجيري طرابلس وضبط الشبكة التي نفذتهما واعتراف أعضائها بالجريمة، معتبراً ان «هناك حقائق قضائية وتبين ان شعبة المعلومات لا تفبرك معلومات وتبين ان النظام السوري وأجهزته المخابراتية وراء التفجيري، وأربطها بعملية سماحة – المملوك. ألا تستغربون انه تجاه هذه الوقائع لم يقدم أحد على أي فعل، واستمر العمل بين الحكومة اللبنانية والسورية كما هو، ولم يسأل أحد ماذا فعلت السلطات الرسمية ازاء الأمر؟». وسأل: «ألم يكن من الواجب سحب السفير اللبناني من دمشق وطرد السفير السوري من بيروت أو ارسال كتاب للجامعة العربية بهذا الاعتداء؟». وتحدث عن أن «بعض أجهزة المخابرات اللبنانية في أحضان أجهزة المخابرات السورية». ودعا «لإعادة النظر في العلاقة بين الجهازين». وسأل عن موقف حلفاء سورية من «عمليات التفجير التي تورط فيها النظام السوري في لبنان»، وقال: «المقاومة التي يتحدثون عنها دفاعاً عن الشعب اللبناني... فكيف يمكن ان نصدق؟ عليهم اعادة قراءة تحالفهم مع سورية. فالمقاومة تقاتل بجانب النظام السوري الذي يرسل سيارات للتفجير في لبنان».