يشعر فاضل بريه ورفاقه في القهوة الشعبية بالفخر لأنهم قدّموا على مدار الأيام الثلاثة الماضية 7 آلاف كوب من القهوة لزوار مهرجان «الدوخلة الشعبي». وهم يعبّرون عن فخرهم برسم ابتسامة «كبيرة» على محياهم «لكل ضيف يشرفنا بتناول كوب من القهوة في المقهى»، كما يقول بريه. ولا تقتصر المشروبات التي تقدم في المقهى على القهوة العربية فهناك الشاي والينسون، والشراب القطيفي العريق «الليمون الأسود» أو كما يسمى محلياً «اللومي»، إضافة إلى الدارسين. ويقول بريه الذي يتولى مسؤولية تقديم القهوة في مهرجان «الدوخلة» المقام برعاية إعلامية من «الحياة»: «منذ 6 أعوام أقوم بهذا العمل هنا متطوعاً، ويشعرني ذلك بالفخر لأنني أخدم الناس، وأجد في مقابل خدمتي الفرحة مرتسمة على وجوه من أخدمهم، حتى أنني أصبحت أنتظر عملي هذا كل عام، لأنني أحببته وألفته، وألفت المكان والأشخاص». ويعمل في المقهى 30 متطوعاً، بينهم أطفال عمر أصغرهم 5 أعوام، وبينهم أب وابنه، إضافة إلى طفلين برفقة عمهما. ويبدي الزوار استغرابهم من «وجود أطفال في هذا العمر يعشقون العمل التطوعي». ويذكر بريه أن «الأطفال تسند إليهم مهمات التنظيف، أما من هم أكبر عمراً فيتولون مهمة تقديم المشروبات إلى الزوار». ويعتبر إبراهيم، الذي يفضل مناداته بكنيته «أبو أميرة»، القهوة الشعبية «جامعاً للقصص والروايات قديمها وحديثها، إذ يسترجع فيها كبار السن ذكرياتهم. فيما تمنى الشبان الذين يستمعون إلى تلك الذكريات لو أنهم عاصروا ذلك الزمن». ويعتزم أبو أميرة تقديم «طبخة إلى الزوار هذا العام، فخلال دوخلة العام الماضي قدمت على مدار 3 ليالٍ في المسرح الخارجي كبسة الهامور ومطبن السمك، وبعد انتهائي من الطبخ أقوم بتقديم الوجبات إلى الجمهور». ويقول: «في إحدى مشاركاتي العام الماضي تم عمل مزاد على كبسة هامور قمت بطبخها، وتم بيعها بألف ريال، وتبرعت بالمبلغ لصالح جمعية سنابس الخيرية». وأضاف: «ارتبطنا جميعاً بالدوخلة، وأشعر بحزن بالغ يوم هدم القهوة الشعبية في نهاية المهرجان، لدرجة أنني وزملائي نبكي». إلى ذلك، قام منظمو مهرجان «الدوخلة» بتشغيل جميع أركانه في اليوم الثاني ومنها: القرية التراثية والسيرك والخيمتان الثقافية والصحية، إضافة إلى المسرحيات المحلية والخليجية والمسرح الخارجي. فيما لم تكتمل خيمة معرض القرآن الكريم والخيمة الفنية التي ستقدم ورش عمل خاصة بالفن التشكيلي. وانطلقت في خيمة القسم النسائي مسابقة «غينيس الدوخلة» التي قالت عنها رئيسة القسم النسائي عرفات الماجد: «هي لمن لديه أكبر أو أصغر أو أسرع شيء، وهي مخصصة للقسم النسائي. ومن تريد المشاركة بإمكانها التسجيل في المسرح النسائي الخارجي، والمجال متاح للأولاد حتى سن 13 عاماً». فيما انطلقت أمس حملة «معاً من أجل النظافة» على أرض «الدوخلة» التي تهدف إلى التوعية بضرورة التعاون من أجل النظافة. واستقطبت الحملة 50 طفلاً وطفلة من عمر 7 إلى 14 عاماً. وأوضحت المديرة التنفيذية للحملة إنعام العصفور أنها «ليست لتنظيف الدوخلة بل للتوعية بأهمية النظافة، واستقطبنا 10 مشرفين ومشرفات». وحول آلية العمل قالت العصفور: «يرتدي الأطفال قميصاً وقبعة في شكل موحد عليهما شعار الحملة. كما عملنا لافتة بوجهين لكل طفل تتضمن عبارات تحث على النظافة، ويحمل الطفل معه أيضاً هدايا رمزية تقدم لمن يقوم بوضع النفايات في الحاوية. وتم تقسيم الموقع إلى أربعة مواقع وتوجيه 15 طفلاً لكل موقع، وأيضاً وضع 450 حاوية متوسطة الحجم في أنحاء المهرجان». وأضافت: «تترك للطفل حرية اختيار الشخص الذي يقدم إليه الهدية، ويقوم الطفل برفع اللافتة لأي شخص غير ملتزم بوضع النفايات في الحاوية. كما يقوم برفع النفايات ووضعها في الحاويات أمام من رفض رميها. فيما يقوم المشرفون والمشرفات بمتابعة عمل الأطفال».