كابول، سريناغار (الهند) - أ ف ب، رويترز - قتل 47 شخصاً على الأقل بينهم 22 مدنياً و7 شرطيين وخمسة جنود أميركيين في سلسلة اعتداءات وقعت ليل أول من أمس وأمس في أفغانستان، بحسب ما أعلنت السلطات. وتزامن التصعيد الأمني مع احتفاظ الرئيس الأفغاني حميد كارزاي على تقدمه في الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، اذ حصل على 54.3 في المئة من الأصوات بعد فرز 95 في المئة منها، الا أن الشكاوى في شأن التزوير تعني أن إعلان النتائج النهائية قد يستغرق أسابيع. ووقعت الاعتداءات في جنوبأفغانستان ووسطها وشمالها، وهي مناطق تشهد منذ عامين ارتفاعاً في وتيرة التمرد المسلح الذي تقوده حركة «طالبان». وقتل خمسة جنود أميركيين من عناصر القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن (ايساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي، في انفجار عبوة ناسفة في غرب البلاد، بينما قتل جنديان أميركيان آخران عندما اصطدمت سيارتهما بعبوة ناسفة شرق أفغانستان. وفي ولاية قندوز (شمال) أدى انفجار قنبلة زرعها مقاتلو «طالبان» على قارعة إحدى طرق إقليم شورا الى مقتل 14 شخصاً بحسب ما أفادت وزارة الداخلية، في حين أعلن قائد شرطة الولاية الجنرال جوما غول همات مقتل 12 مدنياً في انفجار وقع لدى مرور حافلة صغيرة مكتظة بالركاب. كما قتل سبعة شرطيين أفغان بينهم قائد الوحدة في هجوم شنه مقاتلو «طالبان» على مركزهم في إقليم إمام. وباتت ولاية قندوز التي كانت هادئة قبل بضعة شهور، تشهد أعمال عنف بانتظام. وخطفت «طالبان» فيها الأسبوع الماضي الصحافي البريطاني ستيفن فاريل من صحيفة «نيويورك تايمز» ومساعده الافغاني سلطان منادي، لكن قوة بريطانية خاصة تمكنت من تحريره فيما قتل الافغاني وجندي بريطاني وإمراة وطفل افغانيان. ودان عثمان منادي شقيق الصحافي الأفغاني العملية «المتهورة» ورأى انه كان يمكن تجنّب موت شقيقه. وحمّل صحيفة «نيويورك تايمز» المسؤولية «لأنها ترسل موظفيها الى أماكن خطرة وبالتأكيد هذه ليست المرة الأولى». وفي ولاية قندهار المجاورة، انفجرت عبوة ناسفة أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وجرح اثنين آخرين. وفي ولاية خوست (جنوب شرق)، قتل طفلان وجرح آخران في انفجار قنبلة في إقليم نضير شان كوت. على صعيد آخر، وبعد فرز كل الأصوات تقريباً في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 آب (أغسطس) الماضي, أظهرت النتائج الجزئية التي نشرتها اللجنة الانتخابية المستقلة أمس حصول كارزاي على 54.3 في المئة, بينما لم يحصل منافسه عبدالله عبدالله سوى على نسبة 28.1 في المئة. وأشار عبدالله الى حصول عمليات تزوير واسعة لمصلحة كارزاي المدعوم من الغرب. الا انه لن يُعلَن رسمياً عن الفائز الا بعد حل الشكاوى المتعلقة بالتزوير. وقد يستمر ذلك فترة طويلة ما قد يؤدي الى فراغ سياسي خطر. وكان مقرراً أن تعلن النتائج الرسمية في 17 الجاري. وأمرت اللجنة الانتخابية المستقلة التي تدعمها الأممالمتحدة بالغاء الاصوات في 83 مركز تصويت وإعادة فرز الأصوات في ثلاث ولايات بسبب «عمليات تزوير واضحة ومقنّعة». وقال الناطق باسم الأممالمتحدة أدريان إدواردز: «هذه الانتخابات لم تنته بعد، والتأخير يسبب الإحباط»، مضيفاً: «يجب أن تعكس النتيجة إرادة الناخبين الأفغان، ولا يزال يتعين القيام بمزيد من العمل ولا يمكننا أن نحكم سلفاً على المدة التي سيستغرقها ذلك». وقال المفوض الأميركي لأفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك في تصريح إذاعي أن المستفيد من أي تأخير في إعلان النتائج هم متمردو «طالبان» و «القاعدة». إنفجار سريناغار وصواريخ البنجاب وفي سريناغار العاصمة الصيفية لكشمير الهندية، قتل ثلاثة رجال شرطة وإمرأة مدنية في إنفجار سيارة ملغومة استهدف سيارة للشرطة بالقرب من حول السجن المركزي. ولم تعلن أي جماعة مسلحة عن الهجوم. ويعتقد مسؤولون أمنيون هنود أن جماعات مسلحة مقرها باكستان عززت جهودها لدفع أعضائها الى كشمير الهندية قبل أن تسد ثلوج الشتاء ممرات جبال هيمالايا. واتهمت الهند أمس حرس الحدود الباكستاني بإطلاق صاروخين على أراضيها، سقطا قرب طريق رئيسي في إقليم البنجاب (شمال) ولم يسفرا عن أضرار. والطريق يسلكه السياح بكثرة لمشاهدة تبديل نوبات الحراسة. وقال قائد القوات شبه العسكرية لأمن الحدود في البنجاب هيمات سينغ: «لقد ردينا بالأسلحة الرشاشة». وسقط الصاروخان في بلدة قريبة من مركز واغاه الحدودي بين مدينتي لاهور الباكستانية وأمريستار الهندية بعد ساعات من اتفاق البلدين على عقد محادثات بين ديبلوماسيين كبار من الجانبين قبل لقاء وزيري خارجية البلدين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر في نيويورك. في المقابل، قال ناطق باسم قوات الأمن الباكستانية إن القوات الهندية أطلقت النار عبر الحدود الباكستانية بعد أن اعتقدت خطأ أن القوات الباكستانية أطلقت صواريخ على الهند. وأوضح أنه لم يصب أحد في إطلاق النار، وان قادة قوة الحدود التقوا في وقت لاحق لمناقشة الحادث الذي يؤكد العلاقات الهشة بين الخصمين النووين.