سجلت مبيعات العطور والعود ارتفاعاً كبيراً في الرياض منذ مطلع الشهر الجاري، وزادت بنسبة 60 في المئة مقارنة بالأيام العادية، إذ شهدت محال البخور والعطور إقبالاًَ جيداً خلال الأيام القلية الماضية استعداداً لعيد الأضحى. وقال عاملون في سوق العطور في حديثهم إلى «الحياة» إن العطور العربية والبخور تلقى رواجاً كبيراً في المناسبات، مشيرين إلى أن أسعار العطور الشرقية تتجاوز أسعار كثير من العطور الفرنسية ذات العلامات التجارية العالمية المشهورة. وعزوا سبب ارتفاع أسعار العطور العربية إلى طبيعة مكوناتها، محذرين من الغش التجاري للعطور، إذ من الممكن خلطها بمواد كيماوية مضرة، خصوصاً في ظل غياب رقابة صحية صارمة على المصانع والمحال المحلية التي يمكنها إعداد خلطات محلية في ورش صغيرة تفتقد إلى أية اشتراطات صحية، وتمثل العطور المقلدة نحو 30 في المئة من إجمالي العطور في السوق. وأوضح مدير فرع أحد محال العطور محمد المهيري أن الإقبال على العطور العربية في موسم عيد الأضحى يتضاعف مقارنة ببقية شهور العام، وتستحوذ العطور العربية على 25 إلى 30 في المئة من إجمالي مبيعات العطور في المملكة، وتشير أرقام المبيعات إلى زيادة الإقبال عليها هذه الأيام بنسبة 50 في المئة. وقال المهيري في حديثه إلى «الحياة» إن المواطنين هم أكبر مستهلك للعطور العربية والبخور والعطور الشرقية عموماً، محذراً من الغش التجاري لهذا النوع من العطور، إذ من الممكن خلطها بمواد كيماوية مضرة، خصوصاً في ظل غياب رقابة صارمة على المصانع والمحال المحلية التي يمكنها إعداد خلطات محلية في ورش صغيرة تفتقد إلى أي اشتراطات صحية. ولفت إلى أن أسعار العطور العربية والشرقية تتجاوز أسعار كثير من العطور الفرنسية ذات العلامات التجارية العالمية المشهورة، مضيفاً أن «سبب ارتفاع العطور العربية يعود إلى طبيعة مكوناتها، إذ يستخرج دهن العود وبخور خشب العود من الغابات الاستوائية في الهند وكمبوديا ولاوس، بينما يستخرج العنبر من الخشب المطمور منذ مئات السنين ومن نوع أحد الغزلان، في حين يأخذ المسك من بطن الحوت، أما بقية العطور فيستخرج معظمها من الزهور والورود وأوراق النباتات العطرية». من جهته، رأى صاحب أحد محال العطور خالد المدني أن مبيعات العطورات مرتفعة حالياً خلال موسم عيد الأضحى وتبلغ نسبة الزيادة في المبيعات أكثر من 60 في المئة، مشيراً إلى أن الغش التجاري يمثل التحدي الذي يواجه محال العطور، بسبب ضعف خبرة بعض المستهلكين بأصناف العطور. وقدّر نسبة العطور المقلدة في السوق السعودية بنحو 30 في المئة، مضيفاً أن بعض العطور المقلدة تباع بأسعار زهيدة تصل إلى أقل من 50 في المئة من قيمة العطور الأصلية، وتباع على أنها عطورات عالمية، مطالباً برقابة الجهات المسؤولة المكثفة على السوق لكشف التجاوزات، خصوصاً أن أسعار بعض العطور الأصلية تصل إلى أكثر من 500 ريال، وهناك أنواع من العطور الغربية تصل أسعارها إلى آلاف الريالات. أما أحد العاملين في محل للعود والعطور في الرياض صبري الجبالي، فأشار إلى أن المنطقتين الوسطى والغربية تتميزان عن باقي المناطق في المملكة بالاستخدام الكبير للعطور والعود، وتتزايد المبيعات في المناسبات، ويوجد عدد كبير من شركات العود والعطورات في المنطقة الوسطى، وتقدر الزيادة في المبيعات خلال مواسم الأعياد بنسبة 60 في المئة مقارنة بالأيام العادية، وتراوح أسعار العطور الشرقية بين 100 إلى ثلاثة آلاف ريال للتولة والعطورات الأخرى. وكانت تقارير عالمية حديثة أشارت إلى أن المملكة تستهلك نحو 60 في المئة من الإنتاج العالمي للعطور الشرقية، وتشهد هذه السوق نمواً في مبيعاتها بنحو 20 في المئة سنوياً، كما قدرت التقارير العالمية حجم سوق العطور الشرقية في المملكة بأكثر من 2.5 بليون ريال في العام.