ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين التي استؤنفت قبل أقل من ثلاثة أشهر توشك على الانهيار بسبب الخلافات بين الجانبين حول مسألة الحدود. وأضافت أن الفلسطينيين يرفضون المطلب الإسرائيلي بأن يرابط الجيش الإسرائيلي بشكل دائم، بعد إقامة الدولة الفلسطينية، في الغور على طول الحدود مع الأردن. وأشارت إلى أن الفلسطينيين يرون في هذا المطلب مساساً بسيادتهم على الدولة. ونقل المعلق السياسي للصحيفة شالوم يروشالمي عن أوساط إسرائيلية مطّلعة على سير المفاوضات أن إسرائيل تتمسك ببقاء جيشها في الغور وترفض مناقشة أي بديل مثل نشر قوات دولية على الحدود. واعتبر يروشالمي خطاب نتانياهو المتشدد حول مسألة الترتيبات الأمنية، أمام الكنيست أول من أمس، رسالة إلى الأميركيين يقول فيها إن إسرائيل لن تقبل بنشر أي قوات دولية على حدودها، ولن تتراجع عن مطلبها بأن تتيح لها أي تسوية في المستقبل أن تدافع بقدراتها الذاتية عن حدودها في مواجهة أي تهديد «من دون الاعتماد على قوى أجنبية»، مكرراً أيضاً لازمة وجوب أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة للشعب اليهودي. وأشارت الصحيفة إلى أن الخلاف حول الحدود يحول دون التقدم في الخوض في سائر القضايا الجوهرية: الاستيطان والقدس وحق العودة وغيرها. وزادت أن إسرائيل أبلغت الفلسطينيين أنها مستعدة لمنحهم دولة «منزوعة السلاح». وعندما استفسر الفلسطينيون حول معنى هاتين الكلمتين رد الإسرائيليون بأنهم هم الذين سيواصلون السيطرة على المجال الجوي والملاحة والمعابر الحدودية، «وذلك حيال ما يحصل حولنا»، مضيفين أن إسرائيل لن نقبل بأن تكون للدولة العتيدة تحالفات مع دول معادية «أو أن تكون حدودها مستباحة». وبحسب الصحيفة العبرية، رد الفلسطينيون على اقتراح نظرائهم بالقول إنه «أسوأ حتى من اقتراح رئيس الحكومة السابق مناحيم بيغن (في ثمانينات القرن الماضي) لحكم ذاتي... ونحن نفضل أن نبقي على الوضع القائم على أن نحصل على دولة منزوعة السلاح في قفص مغلق». من جهتها اعتبرت أوساط سياسية يمينية إسرائيلية اقتراح الدولة منزوعة السلاح «خطأً من نتانياهو»، ونقلت «معاريف» عنها قولها إن نتانياهو بموافقته على استئناف المفاوضات واقتراح الدولة منزوعة السلاح «إنما أدخل نفسه في طريق مسدود». وتابعت أن «هذا فشل في المنطق، وهذا ضحك على اللحى... من يطرح اقتراحاً كهذا يعرف أنه لن يحقق شيئاً... من يسعى لحماية حدوده والحفاظ على أمن مواطني الدولة لا يمكنه أن يقترح على الفلسطينيين دولة مستقلة حتى إن كانت منزوعة السلاح... اليوم نتانياهو أخذ يدرك أن المفاوضات فشلت قبل أن تبدأ».