حضّ الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، على إلغاء قيود مفروضة على الحريات الأكاديمية، وإتاحة مزيد من الفرص للباحثين الإيرانيين للمشاركة في ندوات دولية. روحاني الذي كان يتحدث خلال احتفال ببدء السنة الدراسية الجديدة في الجامعات، أُقيم في جامعة طهران، قال: «عار على حكومة، ألا يتمكّن طلابها وأساتذتها من التعبير عن آرائهم. هذه الحكومة لن تتسامح مع الضغوط الفئوية على الجامعات». ودعا السلطات إلى الامتناع عن منع باحثين من المشاركة في مؤتمرات دولية وصفها بأنها «ديبلوماسية علمية»، قائلاً: «أحض جميع الأجهزة الأمنية، بينها وزارة الاستخبارات، على إتاحة هذه الديبلوماسية. ثقوا بالجامعات». وذكّر بأن وزراء في حكومته «هم أساتذة جامعات مرموقة»، معتبراً أن «توجيه انتقادات للحكومة وأعضائها نعمة عظيمة، والانتقادات البنّاءة تثمر نتائج مفيدة جداً». وفي السنوات الأخيرة، طُرد أساتذة وطلاب من جامعات إيرانية، أو أُجبروا على تقاعد قسري. وكرّر روحاني تعهده الانفتاح على العالم، قائلاً: «الحكومة تلتزم شعار التعامل البنّاء مع العالم. يجب أن يكون لدينا تضامن وتعايش سلميّين مع كل الدول الصديقة، أو حتى مع كل دول العالم». واستدرك: «تعلم الحكومة أنها تواجه عالم السياسة المعقّد جداً». في غضون ذلك، اعتبر علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامئني، قراراً اتخذه روحاني بإعداد استفتاء حول نتائج زيارته نيويورك الشهر الماضي، معتبراً الأمر «خطأً». ووصف الاتصال الهاتفي بين روحاني ونظيره الأميركي باراك أوباما بأنه «عادي ولم يأتِ بجديد، وجسّد حواراً مباشراً، بدل الحوار غير المباشر الذي كان سائداً». ورأى أن الأميركيين «استغلوا» الاتصال «دعائياً»، مضيفاً: «كان على الجانب الإيراني أن يتخذ تدابير مسبقة». واستدرك مشيداً ب «مواقف روحاني، نظراً إلى ماضيه الناصع في العمل الديبلوماسي والعلاقات الخارجية»، معتبراً أن «مواقفه الحازمة والقوية والواضحة تندرج في إطار مبادئ إيران». لكن ولايتي رأى أن الولاياتالمتحدة «لا تحمل نيات طيبة ولا تريد تسوية المشكلات العالقة مع إيران، في إطار التكافؤ والاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق»، لافتاً إلى أن «أوباما كرّر مجدداً، إلى جانب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو)، إطلاق أشد العبارات لهجة منذ تسلّمه منصبه، إحداها أن الخيار العسكري ما زال مطروحاً، والأخرى أن إيران ما زالت تخطط لإنتاج أسلحة نووية». في الإطار ذاته، أعلن حميد أنصاري، نائب رئيس «مؤسسة تنظيم أعمال الإمام الخميني ونشرها»، أن الأخير عارض شعار «الموت لأميركا» في وسائل الإعلام، لا خلال تظاهرات ومناسبات أخرى. وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ذكر أن الخميني «وافق على إلغاء شعار الموت لأميركا». وأقرّ أنصاري بأن رفسنجاني وجّه رسالة إلى الخميني، في آذار (مارس) 1987، تتضمّن مسألة العلاقات مع الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أن الإمام الراحل لم يردّ عليها. في غضون ذلك، خاض مسؤولون إيرانيون سجالاً حول مسألة تشكيل «لجنة صداقة إيرانية – أميركية» في مجلس الشورى (البرلمان)، إذ أكد النائب منصور حقيقت بور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس، أن الأمر «لم يُدرج في جدول أعمال البرلمان»، مذكّراً بقول للخميني إن «العلاقات بين ايران وأميركا مثل علاقة بين ذئب وحمل». وأضاف: «سيناقش النواب اقتراحاً مشابهاً، إذا غيّر الأميركيون نهجهم وصحّحوا أخطاءهم ضد الشعب الإيراني واعتذروا منه». وكان محمد رضا باهنر، نائب رئيس البرلمان، رحّب بتشكيل لجنة مشابهة، معتبراً أن الأمر لا ينتهك «خطاً أحمر». كما أعلن النائب غلام رضا مصباحي مقدّم، رئيس لجنة التخطيط والموازنة في البرلمان، مساندته الفكرة، مستدركاً أن تطبيقها يتطلّب «مناخاً نفسياً مناسباً».