طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس، أن بلاده تمتلك «وثائق» تثبت تورط الولاياتالمتحدة وإسرائيل في اغتيال العالِم النووي مسعود علي محمدي في طهران الثلثاء الماضي، فيما توعدت ميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) ب«الثأر» لمقتله. وأعلن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أن بلاده «تلقت خلال الأيام الماضية معلومات شديدة الوضوح»، تفيد بأن الاستخبارات الإسرائيلية تسعى بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) الى «تنفيذ عمليات إرهابية في طهران». وشن لاريجاني حملة عنيفة على الرئيس الأميركي باراك اوباما، معتبراً أن الجريمة تشكل «فضيحة جديدة له». وقال: «شعاره الداعي الى التغيير، لم يبقَ منه سوى صورة قديمة لداعية حرب وإرهابي». في غضون ذلك، اعتبر رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني أن «الاغتيال الغادر» لمحمدي «يدل على بدء مرحلة جديدة من التآمر ضد النظام». وأعرب في رسالة تعزية لعائلته، عن «ثقته بأن المسؤولين المعنيين وفي ظل التحلي بالحذر، سيتخذون الإجراء المناسب لإحباط هذه المؤامرة». اما الرئيس السابق محمد خاتمي فاتهم «الوجه القبيح للإرهاب» بتنفيذ عملية الاغتيال. واعتبر في رسالة وجهها الى زوجة محمدي، أن القنبلة التي قتلت العالِم النووي سعت إلى تأجيج الاضطرابات في البلاد بعد الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. وكان لافتاً ان السينمائي شهاب الدين فروخيار وهو أحد أصدقاء طفولة محمدي أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران، كشف أن «الازدراء الذي أبدته (السلطات) حيال الجامعة والطلاب (خلال قمع التظاهرات) حطمه»، مضيفاً ان محمدي كان يضع «صورة محمد خاتمي على مكتبه». وعلى رغم اتهامات القيادة الإيرانية لإسرائيل والولاياتالمتحدة بالتورط في اغتيال محمدي، لا تزال السلطة والمعارضة «تتنازعان» حول حقيقة ولاء العالِم النووي. وإذ تؤكد وسائل الإعلام الرسمية انه «ثوري»، وتعلن ميليشيات «الباسيج» انه ينتمي اليها، تبرز المعارضة شهادات متتالية تؤكد ان محمدي انتقل الى صفوفها، بينها توقيعه على رسالة نشرها أساتذة في جامعة طهران، تندد بالقمع «غير الأخلاقي وغير المشروع» لتظاهرات الطلاب، كما أفاد موقع «راه سابز» الإصلاحي الذي نشر الرسالة. وقال احمد شيرزاد النائب الإصلاحي السابق وأستاذ الفيزياء النووية إن محمدي «كان من المخلصين للثورة الإسلامية والإمام الخميني» الراحل، مضيفاً: «في السنتين الأخيرتين، تقرّب من الحركة الإصلاحية. وفي الانتخابات الأخيرة، دعم بجدية مرشح الإصلاحيين» مير حسين موسوي. وتابع: «أخبرني أن طلابه سألوه اذا كان عليهم المشاركة (في تظاهرة للمعارضة)، فأجابهم: لا ادري ما هو واجبنا. لكنني سأشارك». في غضون ذلك، دعا قائد «الباسيج» الجنرال محمد رضا نقدي الى الانتقام لمقتل محمدي. وقال: «يجب الثأر لتلك الجرائم (التي ترتكبها) أميركا، وسيحصل ذلك بإذن الله». في الوقت ذاته، اعتبر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن «تنفيذ عمليات الاغتيال يدلّ على فشل أميركا وضعف قدرتها في مواجهة الشعب الإيراني»، فيما أكد متقي أن بلاده تمتلك «وثائق» تثبت تورط الولاياتالمتحدة وإسرائيل في اغتيال محمدي. وقال إن «الاستخبارات وأجهزة الأمن الإيرانية تراقب الأحداث، ونحن نبحث عن دليل دامغ حول هذا الهجوم». وشدد متقي على ان «الكيان الصهيوني في ظروف لا تسمح له بالتجرؤ على التعرض لإيران»، لكنه استدرك: «بالطبع يشكل المجانين مصدر تهديد، والكيان الصهيوني دخيل على المنطقة، ولذلك يجب مراقبته ومتابعته». في غضون ذلك، دعا لاريجاني الى خفض مستوى العلاقات الديبلوماسية مع بريطانيا، معتبراً أن «تصرفاتها مشينة تجاه إيران سواء في السابق او في الوقت الحاضر، وهي وصمة عار على جبينها». وكان البرلمان ناقش أمس، مشروع قرار يُلزم الحكومة قطع العلاقات السياسية مع الحكومة البريطانية. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بروجردي إن «الشعب بكامله يعلم أن للحكومة البريطانية سجلاً أسود في تاريخ بلادنا». لكنه دعا الى عدم التسرع، قائلاً: «يجب أن نُخضع هذا الاقتراح لمزيد من البحث، وأن يستند إلى مصلحتنا القومية». وشدد على أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود الى المجلس الأعلى للأمن القومي.