طهران – أ ب – شنّ التيار الأصولي في إيران هجوماً عنيفاً على رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، بعدما حضّ على إجراء حوار مع الولاياتالمتحدة وتحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية. لكن الأخير تمسّك بموقفه. وكان رفسنجاني قال لمجلة فصلية إنه وجّه رسالة للإمام الراحل الخميني، أشار فيها الى وجوب تسوية 7 مسائل عالقة، قبل وفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران، بينها ضرورة الحوار مع الولاياتالمتحدة التي اعتبرها «قوة عظمى، مثل روسيا والصين وأوروبا». وتساءل: «اذا تفاوضنا مع أوروبا والصين وروسيا، لماذا لا نجري حواراً مباشراً مع الولاياتالمتحدة؟». كما سأل: «لو كانت علاقاتنا جيدة مع السعودية، هل كان أمكن للغرب فرض عقوبات (على النفط الايراني)؟». وأثار كلام رفسنجاني غضباً لدى التيار الأصولي، اذ كتب حسين شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة «كيهان» المحافظة، مقالاً ينتقد الرئيس السابق، متسائلاً: «ماذا يتوقّع (رفسنجاني) من الولاياتالمتحدة، في مقابل صفقة معها؟». واعتبر أن سياسات الولاياتالمتحدة لن تؤدي سوى الى «نهب» ايران، والى أنظمة مشابهة لنظامي الرئيسين السابقين المصري حسين مبارك والتونسي زين العابدين بن علي. كما انتقد علي سعيدي، ممثل مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي لدى «الحرس الثوري»، كلام رفسنجاني في شأن الإمام الخميني، وخاطبه قائلاً: «لا تدخل مسائل تُسعد العدو». واعتبر حميد رضا ترقي من حزب «مؤتلفة الاسلامي» أن رفسنجاني «لم يكن حكيماً» في إثارته قضية العلاقات مع الولاياتالمتحدة، فيما قال النائب حسين ابراهيمي، وهو عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان): «نحن في أفضل موقع، والولاياتالمتحدة هي التي تحتاج ايران، بسبب مصالحها في المنطقة. إعادة العلاقات مع أميركا، يجب أن يحدث بما ينسجم مع حقوق بلادنا». أما النائب جواد كريمي قدوسي، وهو أيضاً عضو في اللجنة، فاعتبر ان كلام رفسنجاني أثبت انه «عاجز عن تحليل المسائل جيداً، وأنه ليس مطلعاً على التطورات العالمية». وأوردت وسائل إعلام ايرانية ان نواباً وزعوا مناشير تنتقد كلام رفسنجاني، وتتضمن تصريحات للإمام الخميني، ترفض حواراً مع الولاياتالمتحدة، بينها: «الذين يتحدثون عن إجراء مفاوضات مع أميركا، إما أنهم ليسوا على اطلاع على أبجدية السياسة، أو أنهم لم يحسنوا كتابة أبجدية الغيارى». لكن رفسنجاني تمسّك بموقفه، قائلاً: «حين كان الإمام الخميني يواجه مشاكل في العلاقات مع الولاياتالمتحدة، كان يناقشها معي». كما نقل النائب مجيد نصيربور عن رفسنجاني قوله خلال لقائه نواب الكتلة الإصلاحية، ان على ايران اتخاذ تدابير لتحسين علاقاتها بالعالم، و «تحجيم التحديات الدولية»، لتقليص تأثير العقوبات الأميركية عليها التي اعتبر أنها «ستضرّ بالاقتصاد» الايراني. موقع «ألف» في السياق ذاته، انتقدت وزارة الثقافة والإرشاد الايرانية موقع «ألف» المقرّب من النائب المحافظ البارز أحمد توكلي، بعد عرض على قرّائه توجيه أسئلة الى ألان إري، وهو ناطق باسم الخارجية الأميركية يتحدث الفارسية بطلاقة ويمارس عمله من دبي. وأشار الموقع الى أن إري سيردّ على الأسئلة، لكنه سحب دعوته، بعد تلقّيه انتقادات حادة، على رغم ان عشرات من قرائه وجّهوا أسئلة، تطرّقت الى الملف النووي الايراني والعلاقات بين طهران وواشنطن ومساندة الولاياتالمتحدة اسرائيل. واعتبرت وزارة الثقافة ان لا مبرّر للموقع ليتيح ل «ضابط استخبارات» أميركي، الردّ على أسئلة إيرانيين. وحضت «وسائل الإعلام على تجنب أي تعاون مع شخصيات ووسائل إعلام مناهضة للنظام» الايراني.