بدأ المتظاهرون العراقيون توحيد صفوفهم في مشروع سياسي جديد لم تتوضح ملامحه بعد، يهدف إلى تلبية مطالب «أهل السنة في إطار القانون والدستور». وعلمت «الحياة» أن المشروع إلى تشكيل تجمع سياسي جديد لم ينل موافقة رجل الدين عبد الملك السعدي الذي يعتبره المعتصمون مرجعهم الروحي. وتشهد مدن محافظات صلاح الدين وكركوك والموصل وديالى وبغداد تظاهرات واسعة وصلوات جمعة موحدة، تندد بسياسات رئيس الحكومة نوري المالكي، وتطالب «برفع المظلومية عن أهل السنة في العراق». وقال مسؤول العلاقات في الحراك الشعبي الشيخ عبد الرزاق الشمري ل «الحياة» إن «ممثلي المحافظات المعتصمة عقدوا اجتماعات استمرت شهوراً وقرروا توحيد صفوفهم وتنظيم عملهم من أجل إعطاء التظاهرات زخماً». وأضاف أن «التكتل الجديد الذي تم تشكيله سيتخذ خطوات كفيلة بتلبية مطالب المتظاهرين من خلال الأطر القانونية والدستورية بعد أن اتهمتنا الحكومة الاتحادية بعدم وجود كيان موحد خاص بنا». وأشار إلى أن «الغرض من الكيان الجديد تنظيم ساحات الاعتصام وتعيين ممثلين عن المعتصمين داخل البلاد وخارجها»، ولم يستبعد أن «يتم تشكيل كيان سياسي مستقبلاً»، وقال إن «الأمر قيد الدراسة». وكان مؤتمر موسع ضم ممثلين عن المتظاهرين عقد في الأنبار أول من أمس، خرج ببيان ختامي تلاه الناطق باسم المعتصمين محمد طه الحمدون في مدينة الرمادي في الأنبار جاء فيه أن «الحراك الشعبي كلف الشيخ محمد طه حمدون التحدث باسم الحراك، كما كلف عبد الرزاق الشمري، مسؤول العلاقات في الحراك الشعبي الإشراف على التقيد بالنظام الداخلي للحراك». وتابع أن «واجب الهيئة العامة للحراك الشعبي التي تم اختيارها من مختلف المحافظات، اتخاذ القرارات المصيرية لضمان تعزيز الأمن والعدالة ورفع الظلم عن أهل السنة والجماعة، وإنهاء التهميش والإقصاء، ولتحقيق المطالب في إطار القانون والدستور». ولكن متظاهري الفلوجة رفضوا ما جاء في البيان، واتهموا جهات سياسية بالوقوف وراءه، وقال عضو لجنة التنسيق الشيخ محمد البجاري إن «كتلة متحدون بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي تريد تجيير التظاهرات لصالحها سياسياً وانتخابياً». وأضاف في تصريح إلى «الحياة» أمس أن «ما اُعلن في الرمادي من تشكيل تيار باسم المعتصمين لا يمثل جميع المتظاهرين»، وأشار إلى أن «كتلة متحدين والحزب الإسلامي يريدان الاستفادة من الاعتصامات لتحقيق مكاسب سياسية لدى الحكومة الاتحادية». وزاد إن رجل الدين عبد الملك السعدي الذي يتخذه المتظاهرون مرجعاً روحياً لهم، مستاء من استمرار بعض السياسيين السنة بالتدخل في التظاهرات.