أعلن قادة التظاهرات في الفلوجة تخليهم عن مبادرة رجل الدين عبد الملك السعدي، وقرروا الاستمرار في اعتصاماتهم السلمية. ولم يتوصل المعتصمون في سامراء إلى اتفاق على إعلان إقليم صلاح الدين. وقال الناطق باسم ساحة الاعتصام في الفلوجة الشيخ محمد البجاري في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي امس إن «المعتصمين قرروا، بعد المجازر والأفعال المشينة التي ترتكبها المليشيات أمام مرأى الحكومة وبدعم منها، التخلي عن مبدأ التفاوض الذي اقترحه الشيخ عبد الملك السعدي في ظل هذه الحكومة واعتماد الاعتصام السلمي والثبات فيه لانتزاع الحقوق». ودعا البجاري جميع المراجع الدينية والعشائر إلى «إدانة المجازر التي ترتكب بحق الشعب العراقي واتخاذ موقف حازم حيالها»، مطالباً جميع السياسيين في المحافظات المنتفضة ب»الانسحاب من العملية السياسية وإلا سنعتبرهم مشاركين في سفك الدم العراقي». ولفت إلى أن «التهديدات التي أطلقها علي وسام الحردان، نجل قائد مليشيا الصحوة الجديدة، ضد معتصمي الفلوجة يتحمل مسؤوليتها القانونية عن أي تصرف ضد الساحة ومعتصميها». وكان السعدي أعلن في 13 الشهر الجاري «تشكيل لجنة النوايا الحسنة» للحوار مع الحكومة باسم المتظاهرين، وقال إن تشكيلها يهدف إلى «حقن الدماء وأن تكون سداً للذريعة». من جهة أخرى، قال الناطق باسم ساحة الاعتصام في سامراء الشيخ محمد طه الحمدون خلال مؤتمر صحافي امس في «أعقاب اجتماع لممثلي المتظاهرين في المحافظات المعتصمة: «هناك اجتماعات متواصلة تجري منذ أيام مع أصحاب الرأي لتحديد الخيار الأفضل الذي يحفظ كرامتنا في المحافظات المنتفضة وقد وجدنا أن افضل مشروع هو الإقليم لأنه ناجح ومتكامل». وزاد: «سندعو إلى اجتماع موسع يضم رجال دين ومفكرين للنظر في فرصتنا الأخيرة في تشكيل الإقليم وأعتقد أنه سيكون تاريخياً ومشروعاً إصلاحياً ولا يستهدف أحداً»، وأكد أن «المحافظات الست المنتفضة ستشارك في المؤتمر». ولفت إلى أن «اللجان الشعبية وقادة الاعتصامات الميدانية تتابع الموضوع ولهذا تم تأخير توزيع استمارات الاستبيان في موضوع الإقليم إلى الأسبوع المقبل لأننا لا نريد معركة خاسرة وأبواب الحوار مفتوحة». وأوضح أن «هناك معارضة في المناطق المشمولة بالإقليم وهذا أمر طبيعي ولكن الغالبية تؤيد المشروع»، وأشار إلى أن «خيار الإقليم سيكون سداً في وجه الأزمات المتكررة مثلما وضع إقليم كردستان حاجزاً بينه والمشاكل منذ عام 2003». إلى ذلك، قال عضو لجنة التنسيق في سامراء ناجح الميزان في اتصال مع «الحياة» إن «المبادرة التي أطلقها الشيخ السعدي لم تلق آذاناً صاغية من الحكومة حتى الآن». وأضاف أن «ممثلين للمعتصمين في محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين وجنوب كركوك وديالى يعقدون اجتماعات مكثفة لمناقشة الخطوات المقبلة»، وأكد أن «خيار المطالبة بتشكيل الأقاليم هو الأقرب اليوم». وأضاف أن «ممثلي المتظاهرين عقدوا سلسلة لقاءات مع العلامة السعدي والمبعوث الأممي في العراق مارتن كوبلر قبل أيام تناولت مسألة الأقاليم كمخرج للخلاص من بطش الحكومة المركزية والقوات الأمنية التي تأتمر بأوامر خارج مهماتها لأغراض سياسية».