اتهم قادة وأعضاء في لجان تنسيق التظاهرات المناهضة للحكومة العراقية، السياسيين في المحافظات المنتفضة بإطالة أمد الاعتصامات و«الحؤول دون إجراء حوار مباشر مع الحكومة»، وأكدوا عدم تكليف رئيس البرلمان أسامة النجيفي التفاوض مع الحكومة نيابة عنهم. إلى ذلك، نفى مكتب رجل الدين عبد الملك السعدي، الذي يعتبر المرجع الروحي للمتظاهرين، أن تكون تصريحات أحد أبنائه، الذي انتقد النجيفي بشدة، موقفاً صادراً عنه، وأشاد في الوقت نفسه بموقف رئيس البرلمان وبالمبادرة التي اطلقها قبل أسابيع، لكنه لم يعلن تأييد تكليفه التفاوض مع الحكومة نيابة عن المتظاهرين. وأكد عضو لجان التنسيق في الفلوجة، شرق محافظة الأنبار، خالد الجميلي في اتصال مع «الحياة» امس، رفض المعتصمين في المدينة وفي الرمادي وباقي المدن، تكليف النجيفي التفاوض مع الحكومة بالنيابة عنهم»، وأضاف أن «أعضاء في كتلة متحدون التي يرأسها النجيفي، كلفوه من جانب واحد». وأشار إلى أن «اجتماع لأعضاء في كتلة «متحدون» في الأنبار الأسبوع الماضي تناول مطالب المتظاهرين. والمعلومات المتوافرة لدينا تفيد أن أحداً لم يكلف النجيفي، لكن بعض الحاضرين خرج بعد الاجتماع وأعلن تكليفه». ولفت الجميلي إلى أن «كتلة متحدون» و «الحزب الإسلامي» وراء طرح اسم النجيفي، و «المتظاهرون الحقيقيون من غير السياسيين لا يرغبون في ذلك مطلقاً». وزاد أن «كتلة متحدون وأعضاءها في الأنبار استحدثوا هذه القضية لأغراض انتخابية». من جهته، اتهم الناشط في تظاهرات الرمادي الشيخ عبد الحميد العاني، السياسيين والنواب في الأنبار ب «إطالة أمد الاعتصامات من خلال الشعارات الطائفية التي أطلقتها لجان تنسيق تابعة لهم من على منابر ساحة الاعتصامات أيام الجمع». وقال العاني ل «الحياة» امس، إن «السياسيين في الأنبار استخدموا التظاهرات لتحقيق مكاسب شخصية بعدما فقدوا شعبيتهم في الأنبار في السنوات الماضية». وأشار إلى أن «لجان التنسيق التابعة لهذه الأحزاب طرحت على مدى الشهور الماضية خلال فترة الاعتصامات شعارات مستفزة، مثل تشكيل الأقاليم وحرق المطالب، ما دعا الحكومة إلى النفور من الحوار مع المتظاهرين». ونفى وجود إجماع على تكليف النجيفي التفاوض مع الحكومة نيابة عن المعتصمين، وأوضح أن «رجال الدين وشيوخ العشائر المستقلين في المدينة، يعتبرون أن سياسيي المحافظات المنتفضة ونوابها جزء من الأزمات التي تعاني منها هذه المحافظات». ونفى الناطق باسم ساحة الاعتصام في سامراء محافظة صلاح الدين، ناجح الميزان، علمه بتكليف النجيفي، وأكد ل «الحياة» أن «المعتصمين لن يقبلوا بأي مبادرة أو دعوة باستثناء مبادرة الشيخ عبد الملك السعدي الذي نعتبره مرجعاً لنا». وكان عثمان عبد الملك السعدي، أحد أبناء السعدي، هاجم أول من أمس في صفحته على «فايسبوك»، النجيفي بشدة واتهمه ب «تنفيذ مشروع خبيث للظهور أمام المعتصمين بطلاً وطنياً». ولكن مكتب السعدي اعلن في بيان امس، أن تصريحات عثمان «لا تمثل موقفاً رسمياً للشيخ السعدي»، وأكد أن «الموقف والتصريحات محصورة بأشقاء السعدي وولديه أحمد في الرمادي وبراء مدير مكتبه». وعلى رغم أن البيان أشاد بموقف النجيفي الداعم مبادرة الشيخ السعدي التي أطلقها قبل أسابيع لإجراء حوار بين المعتصمين والحكومة وتم سحبها لاحقاً بسبب تجاهل الحكومة لها، إلا أن البيان لم يبد تأييده أو رفضه تكليف النجيفي التفاوض مع الحكومة نيابة عنهم. ورفض السعدي في بيانات سابقة تزامنت مع انطلاق الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى منذ نهاية العام الماضي، صعود السياسيين على منابر الاعتصامات أو تخويلهم التفاوض مع أي جهة نيابة عن المتظاهرين.