جُرح جنود في الجيش والشرطة في هجمات استهدفت حافلات كانت تقلهم في شبه جزيرة سيناء المصرية، في وقت تتجه السلطات إلى حظر صلاة عيد الأضحى في الميادين الكبرى ومنها ميدان التحرير تجنباً لحدوث اشتباكات بين الشرطة وأنصار جماعة «الإخوان المسلمين» التي دعت إلى تأدية الصلاة في مختلف الميادين. وأغلقت قوات الجيش والشرطة ميدان التحرير في قلب القاهرة، ومنعت سير أي مركبات عبره أو حتى مرور المشاة، في مؤشر على غلقه خصوصاً خلال صلاة العيد التي يشهد الميدان خلالها عادة توافد آلاف المصلين. وأكدت مصادر في وزارة الداخلية منع إقامة الصلاة في ميداني النهضة ومصطفى محمود في الجيزة، فيما ميدان سيبقى ميدان رابعة العدوية في مدينة نصر مغلقاً لتجديده بعدما لحق به من أضرار خلال فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في 14 آب (أغسطس) الماضي. ودعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي أنصاره إلى «المشاركة في مليونية الدعاء لمصر بالتزامن مع وقفة عرفة». وحضهم على تأدية صلاة عيد الأضحى «في طول البلاد وعرضها وشرقها وغربها وفي كل ميدان وكل ساحة للصلاة». وقال في بيان: «ستكون صلاتنا في كل ميدان، فلا تمييز ولا احتكار، شعب واحد، وأرض واحدة، ورب واحد، لا إله إلا هو رغم أنف الكارهين»، في إشارة إلى منع السلطات المستمر أنصار مرسي من دخول ميدان التحرير. وبدت شوارع القاهرة هادئة، إلا من زحام مروري صباحاً أحدثه وجود بقع زيت في الاتجاهين على جسور الحرفيين والطيران والفردوس والأزهر شرق العاصمة ووسطها، ما أوقف حركة السير عبرها إلى حين تطهيرها خشية تصادم السيارات. واعتبرت وزارة الداخلية ذلك «مخططاً لإحداث ارتباك مروري وزيادة الكثافات على بعض الطرق». وقالت إنها «تكثف الجهود لتحديد المتورطين في تلك الوقائع وملاحقتهم وضبطهم». وفي سيناء، تواصل استهداف الجنود من قبل الجماعات المسلحة إذ جُرح مجند في الجيش بانفجار عبوة ناسفة في آلية عسكرية كانت تقله وزملاءه في مدينة رفح الحدودية، كما أطلق مسلحون النار من أسلحة آلية صوب ركب للشرطة يضم حافلات عدة تقل جنوداً في الشرطة لنقلهم من رفح إلى العريش لقضاء أجازة العيد، وجرح ثلاثة جنود، فيما فر الجناة بعد تبادل إطلاق النار مع قوة تأمين تابعة للجيش كانت ترافق الركب. وفي مدينة الأقصر جنوب مصر، سقطت طائرة عسكرية من طراز «ميغ 21» بعدما أقلعت من مطار الأقصر لعسكري لتأدية مهمة تدريبية، فقُتل مدني جراء سقوط حطام الطائرة فوق منطقة سكنية وجُرح 3 أشخاص بينهم قائد الطائرة. ووقع الحادث في منطقة «المادمود» على بعد 7 كيلومترات من مطار الأقصر العسكري. وعزا الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي سقوط الطائرة إلى «عطل مفاجئ أثناء تنفيذ إحدى المهمات التدريبية». لكن اللواء مصطفى بكر مدير أمن الأقصر قال في تصريح للتلفزيون الرسمي إنه أثناء مرور سرب من الطائرات في سماء الأقصر احتفالا بعيد القوات الجوية، انفجر محرك إحداها ما أدى إلى انفجار الطائرة في الهواء قرب مطار الأقصر الدولي. وأشار إلى أن انفجار الطائرة أدى إلى تناثر أجزائها في الهواء، وسقطت على زراعات ومنازل، ما أدى إلى مقتل شخص ونفوق رؤوس ماشية. وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية توقيف مهندس لديه «أجهزة بث فضائي غير مرخصة» تحمل شعار قناة «الجزيرة» القطرية. وقالت في بيان إن معلومات مسبقة «مكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مهندس حر مقيم في مدينة نصر شرق القاهرة، أثناء قيادته سيارة خاصة في منطقة بولاق أبو العلا وسط القاهرة، وبحوزته أجهزة بث فضائي من دون ترخيص تحمل شعار قناة الجزيرة، فألقي القبض عليه». وكانت دائرة الاستثمار في محكمة القضاء الإداري قضت بوقف بث قناة «الجزيرة» في ضوء دعاوى تتهمها بتهديد السلم الاجتماعي ونشر إشاعات وأخبار كاذبة ومضللة. وأغلقت مكاتب القناة في القاهرة في 3 تموز (يوليو) الماضي فور إعلان وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي عزل مرسي. وجددت نيابة شرق الإسكندرية حبس 25 من «الإخوان» 15 يوماً على ذمة التحقيق معهم في الاشتباكات التى شهدتها مناطق عدة في المدينة الساحلية في 20 أيلول (سبتمبر) الماضي.