سقط قتيل على الأقل وجُرح عشرات باشتباكات متفرقة بين أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ومعارضيه في أحياء عدة في القاهرة ومحافظات مختلفة. واستبقت جماعة «الإخوان المسلمين» تظاهرات مُرتقبة غداً في ذكرى «نصر أكتوبر»، بتصعيد احتجاجها وتنظيم مسيرة وصلت إلى مشارف وزارة الدفاع في حي كوبري القبة، فيما أغلقت قوات الجيش والشرطة ميدان التحرير ومحيط مسجد رابعة العدوية في القاهرة ومنعت مسيرات «الإخوان» من الوصول إليهما. ونظّم «الإخوان» وحلفاؤهم مسيرات عدة اتجهت إلى ميدان التحرير من مناطق مختلفة، لكن قوات الجيش والشرطة كانت أغلقته بالأسلاك الشائكة والآليات العسكرية ومنعت مرور السيارات أو المشاة عبره، واعتمدت على مواجهة تجمعات «الإخوان» قبل وصولهم إلى الميدان بمئات الأمتار، إذ أغلقت جسر الجلاء المؤدي إلى الميدان من ناحية حي الدقي، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين ورصاصات في الهواء لتفريق الحشد. ووقعت اشتباكات على كورنيش النيل قرب ميدان التحرير بين قوات الشرطة ومتظاهرين قدموا من حي المنيل وسعوا إلى دخول الميدان وذكرت وكالة «رويترز» أن أحد المتظاهرين قُتل. ونظم مئات من أنصار مرسي مسيرة من ميدان رمسيس باتجاه التحرير، لكن أهالي وباعة تصدوا لهم في ميدان عبدالمنعم رياض القريب وفرقوهم. ووقعت اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين في شارع قصر العيني حين حاولت مسيرة التوجه إلى مقر الحكومة والبرلمان قرب الميدان، لكن الشرطة فرقتها باستخدام الغاز المسيل للدموع. وظهر أن أنصار مرسي أرادوا اختبار خطة تظاهرات الغد عبر تنظيم مسيرات عدة إلى التحرير من جهات مختلفة. كما اقترب مئات من أنصار مرسي كثيراً من مقر وزارة الدفاع في حي كوبري القبة، ووقفوا أمام حاجز للجيش نُصب قبل مقر الوزارة بعشرات الأمتار، وظلوا يهتفون بشعارات تأييد لمرسي. وخطب عدد منهم في مكبرات الصوت مؤكدين للجنود أنهم لا يستهدفون الجيش، لكنهم يرفضون «الانقلاب على شرعية الرئيس». ولوحوا بصور مرسي وإشارات «رابعة». وأغلقت قوات الجيش كل الطرق المؤدية إلى مقر الوزارة بعد أسابيع من الهدوء الذي ساد حي كوبري القبة، كما أغلقت قوات الجيش والشرطة محيط قصر الاتحادية ومنعت حركة السير فيه. وأعلنت السلطات غلق ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي حتى الرابعة عصر اليوم، في قرار بدا أن هدفه منع وصول «الإخوان» إليهما قبل تظاهرات الغد. وقال الناطق باسم الرئاسة إيهاب بدوي، إن وزارتي الدفاع والداخلية ستؤمنان احتفالات «نصر أكتوبر»، مشدداً على أن الدولة لن تسمح بأي تهديد للاحتفالات. وأضاف في تصريحات صحافية: «لا نتوقع ولن نسمح بأن يتحول الاحتفال إلى شأن هدام». وخرجت كبرى المسيرات في القاهرة أمس من حي مدينة نصر، إذ التقت مسيرات صغيرة خرجت من مساجد عدة بعد صلاة الجمعة لتجمع بضعة آلاف اتجهوا صوب ميدان «رابعة العدوية»، لكن قوات الجيش والشرطة كانت أغلقته بالحواجز الحديد والأسلاك الشائكة، ومنعت أنصار مرسي من دخوله. وكانت اشتباكات متفرقة وقعت بين أنصار مرسي والأهالي في مناطق مختلفة في القاهرة والمحافظات، بعدما هتف «الإخوان» ضد الجيش وقادته، فردّ معارضوهم بتأييد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لتقع مناوشات غالباً ما تحولت إلى اشتباكات بالحجارة والزجاجات الحارقة، وفي بعض الأحيان سُمع دوي إطلاق نار. ووقعت مصادمات في أحياء المنيل وشبرا والمعادي في القاهرة وقرب ميدان سفنكس في حي المهندسين. وأغلقت قوات الشرطة ميدان مصطفى محمود في المهندسين. وتكررت المصادمات في المحافظات، ففي أسيوط (جنوب مصر) أصيب أكثر من 10 أشخاص من أنصار مرسي، بعدما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على مسيرة لتفريقها، وألقت القبض على آخرين. وجُرح نحو 10 أفراد في اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في مدينة السادات في محافظة المنوفية. واندلعت اشتباكات بين الأهالي والإخوان في مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، واستمر الكر والفر بين الطرفين إلى أن اقتربت المواجهات من منزل الرئيس المعزول. ووقعت اشتباكات بين الفرقاء في بورسعيد، وتبادل الطرفان الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة. ووقعت اشتباكات مماثلة في مدينة المنصورة. وفي الإسكندرية، تجنب أنصار مرسي التظاهر في ساحة مسجد القائد إبراهيم تحسباً لتكرار اشتباكات الأسابيع الماضية، فيما تجمع مئات من أنصار الجيش في ساحة المسجد ورفعوا صوراً للسيسي وهتفوا تأييداً للجيش. وتظاهر «الإخوان» في شوارع جانبية وميادين صغيرة. وقتل مسلحون مجنداً في الجيش ومساعد ضابط وأصابوا ضابطاً في هجوم استهدف حافلة كانت تقلهم على طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي. ومشطت قوات من الجيش المنطقة بحثاً عن منفذي الهجوم وتتبعتهم بالمروحيات إلى أن أوقفتهم. من جهة أخرى، قال قائد قوات حرس الحدود اللواء أحمد إبراهيم إنه تم اكتشاف وتدمير 1055 نفقاً في رفح مع قطاع غزة منذ كانون الثاني (يناير) 2011، منها 794 نفقاً منذ مطلع العام الجاري. وقال في تصريحات أمس إن «قوات الحرس بدأت بالتعاون مع الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة والمخابرات الحربية فى تنفيذ منظومة تأمين كاملة ممتدة على خط الحدود البرية الشمالية الشرقية بطول 13.3 كلم، والساحلية بطول 18 كلم». وأوضح أنه «تجرى حالياً أعمال حصر لأصحاب البيوت المتضررين من أعمال التطهير في مدينة رفح على خط المواجهة مع قطاع غزة، بهدف إقامة منطقة آمنة تكون مكشوفة أمام قوات حرس الحدود للوصول إلى أقصى درجات التأمين على الحدود المصرية».