استبقت إيران جولة محادثاتها في جنيف غداً مع الدول الست المعنية بملفها النووي، معلنة رفضها تجميد تخصيب اليورانيوم أو شحن مخزونها منه إلى الخارج، لكنها تحدثت عن نيتها طرح «مبادرة من ثلاث خطوات». ويرأس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وفد بلاده في جنيف، وسيلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون على عشاء مساء اليوم. وأفادت وكالة «فارس» بأن ظريف وآشتون سيفتتحان جلسة المفاوضات الأولى غداً، ثم تتابع الجلسة على مستوى مساعدي الوزراء، فيقود الوفد الإيراني عباس عراقجي، نائب ظريف. وكان لافتاً إعلان النائب منصور حقيقت بور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، أن المجلس طلب من وزارة الخارجية مشاركة نائب مع الوفد الإيراني في جنيف، معتبراً أن وجوده سيساهم في دفع المحادثات «في شكل مناسب وإيجابي». واستدرك أن الخارجية لم تردّ بعد على طلب البرلمان. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) عن «مصدر مطلع» إن الوفد الإيراني «سيقدّم مبادرة من 3 خطوات»، مضيفة أن المرحلة الأولى توجب على الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم على أراضيها». وزادت أن «السلطات الإيرانية تعتقد بأن فشل المبادرة في مرحلتها الأولى سيصعّب دفع المفاوضات النووية إلى أمام، أو يجعل الأمر مستحيلاً». أما وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) فنسبت إلى «مصدر مقرّب من المفاوضين الإيرانيين» إن طهران ستطرح «خطة جديدة» تتضمّن «إطاراً زمنياً محدداً، كما تحدد الخطوات الأولى والأخيرة، ليكون مسار المفاوضات واضحاً». وقال عراقجي: «الخط الأحمر بالنسبة إلى إيران في المفاوضات هو تخصيب اليورانيوم. يمكننا مناقشة شكل التخصيب وكميته ومستواه، لكن شحن إنتاجنا إلى الخارج خط أحمر». وشدد على أن طهران «ستدافع عن حقوقها لنيل التكنولوجيا النووية المدنية، خصوصاً التخصيب، ولن تتراجع قيد أنملة عن كل ما يحق للأمة الإيرانية أن تحصل عليه بموجب القوانين الدولية»، لافتاً إلى أن بلاده «ستسعى في جنيف إلى مفاوضات بنّاءة وحقيقية، لا تعتمد الاستعراض والتفاوض من أجل التفاوض». وزاد: «سنطرح مبادرة، ونأمل بالتوصل إلى نتائج مرجوة خلال فترة معقولة». وكانت إيران رفضت اقتراحاً للدول الست بتجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة وإخراج جزء من مخزونها منه من أراضيها وإغلاق منشأة فردو المحصنة للتخصيب، في مقابل رفع العقوبات على تجارة الذهب والمعادن النفيسة والبتروكيماويات. وعلّق مسؤول إسرائيلي على تصريح عراقجي، قائلاً في إشارة إلى الإيرانيين: «ما داموا لن يمتلكوا قدرات تخصيب ولن يكون لديهم ما يفعلونه بمخزونهم، لماذا يحتفظون به؟ هذا مريب». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتصل بنظيره البريطاني ديفيد كامرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وحضهما على تشديد العقوبات على إيران، معتبراً أن ذلك «يمكن أن يدفعها إلى تفكيك برنامجها النووي». «الحرس» ورفسنجاني إلى ذلك، رأى قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري أن «بعضهم خرج باستنتاجات خاطئة حول توجيهات» مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي، في شأن ممارسة «مرونة الأبطال» خلال المفاوضات، مؤكداً أن هذه الأمر لا يأتي «من ضعف» ولا يعني «التخلي عن حقوقنا»، بل أن المرشد «أتاح فرصة لاختبار الأعداء، بعودتهم إلى التعقّل». ووجّه جعفري انتقاداً ضمنياً لرئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الذي كان أعلن أن الإمام الخميني أراد إلغاء شعار «الموت لأميركا»، إذ تساءل عن «دوافع بعضهم من تشويه كلمات قائد الثورة والإمام الراحل، إذ أن الإمام الخميني لم ينظر إلى أميركا بنظرة مساومة». وزاد: «بعضهم يعتبر نفسه مقرباً من الإمام الراحل، لكنه يتحدث عكس نهجه. وعلى الشعب التحلي بوعي ويقظة».