على رغم إمامته ل «جمعتين» أسبوعياً، يصلي فيهما خلفه نحو ألفي مسلم في ولاية جنوب كاليفورنيا، وتأثره ب «مالكوم اكس» في نهج دعوته، إلا أن الداعية الإسلامي الأميركي، «جمال ديوان» لم يستطع حتى الآن، أن يقنع والدته وشقيقته المسيحيتين بالإسلام. جمال ديوان، الذي نشأ في عائلة من أب أميركي من أصول باكستانية لم يكن مهتماً بالدين (بحسب قوله)، وأم كندية، تعتنق المسيحية إضافة إلى شقيقته التي فضلت السير على نهج والدتها واختيار الدين المسيحي ديانة لها. ولعل قصة اعتناق الداعية الإسلامي الأميركي، للدين الحنيف قصة فريدة، إذ إنه عاش أول 19 عاماً من حياته «بلا دين»، قبل أن يمنّ الله عليه بمرافقة زميلين أميركيين، كان أولهما من الأصول البنغالية، والآخر من معتنقي المذهب السني من أصول إيرانية، ليبدأ بعد ذلك رحلة الإبحار في قراءة تراجم للقرآن الكريم، وسيرة الأميركي المسلم الشهير «مالكوم إكس»، قبل أن ينضم إلى مؤسسة الطلاب المسلمين في جامعته إذ أعلن إسلامه هناك. ويبدو أن إقبال الداعية ديوان، على الدين الإسلامي، أدى إلى تحول كبير في حياته، بدءاً من حصوله على درجة البكالوريوس في دراسات العالم الثالث، إضافة إلى الإجازة الأزهرية في علوم الدين الإسلامي، التي حولت لسانه من الإنكليزي، إلى إنسان «مستعرب» بحد وصف نفسه. ولعل الأعوام الستة التي قضاها جمال ديوان في كنف الأزهر الشريف، كانت بمثابة تطبيق عملي لدرجته العلمية الأولى، التي قال ل «الحياة» إنها كانت قريبة إلى حد كبير من ما تعلم على مقاعده الجامعية. ولجمال ديوان، قصة مختلفة مع حجته الأولى، التي سيق إليها، وسهلت له دروبها، والتي جاءت بعد اتصال هاتفي من أحد زملائه في «أئمة كاليفورنيا»، أبلغه من خلالها، أن شخصاً ما «وهبه» حجة لبيت الله الحرام، ليتم من خلالها ركنه الخامس، بعد أن زار الحرمين المكي والمدني في وقت سابق بغرض العمرة وزيارة قبر المصطفى بالمدينة المنورة. متسلحاً بالصبر، دون أي شيء آخر، وذاخراً كل دعواته في حجته الأولى لعائلته على أمل أن يهديهم الله إلى الإسلام، ليكتفي بقوله «إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء» عند سؤاله عن محاولته دعوة شقيقته ووالدته للإسلام، اللتين تمنى أن يعود إلى دياره في الجنوب الغربي من الولاياتالمتحدة الأميركية ويسهل الله له أمر هدايتهما.