دعت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر أنصارها إلى التظاهر اليوم في مختلف الميادين استعداداً للحشد في ميدان التحرير في قلب القاهرة بعد غد في ذكرى حرب 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1973، وهي التظاهرات التي رفعت الجماعة وأنصارها سقف التوقعات المرجو منها، حتى «الاعتصام» في الميدان إلى حين «عودة الشرعية». وأعلنت «الجبهة السلفية» المشاركة في هذه التظاهرات، فيما أكد حزب «النور» السلفي أنه لن يشارك فيها، خشية حدوث مصادمات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه الذين ينوون من جانبهم الحشد للإحتفال بذكرى «نصر أكتوبر». وقال مصدر في «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي ل «الحياة» إن «الحشد الأكبر سيكون يوم الأحد لإسقاط الانقلاب وإعادة الشرعية. سنتظاهر في التحرير وقد يُتخذ قرار بالاعتصام حسب الأوضاع على الأرض». وكان التحالف دعا أنصاره إلى «التظاهر المستمر» اليوم وصولاً إلى الاحتشاد في ميدان التحرير الأحد في تظاهرات «القاهرة عاصمة الثورة»، ما يشير إلى أن الجماعة تنوي حشد أنصارها من مختلف المحافظات للتظاهر في العاصمة كي تتمكن من حشد تظاهرات ضخمة لضمان عدم مهاجمتها من قبل الأهالي ورفع معنويات أنصارها بعدما فشلت في الحشد منذ فض اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة» في 14 آب (أغسطس) الماضي. وأضاف التحالف في بيان ان «تظاهرات الأحد هدفها إعادة الجيش إلى عقيدته القتالية الصحيحة ليعرف الفارق بين عدوه وشعبه وقبل أن يتحول إلى ميليشيات لا تعرف غير قتل شعبها ومطاردة الأطفال والطلاب في المدارس والشوارع». ويُنتظر أن يشهد ميدان التحرير تعزيزات أمنية ضخمة الأحد لمنع وصول «الإخوان» إليه لقربه من وزارة الداخلية ولما له من رمزية في الثورة المصرية منذ اندلاعها في العام 2011. وسبق أن سارعت الشرطة إلى إرسال تعزيزات كبيرة إلى الميدان فور أن تمكن عشرات من جماعة «الإخوان» من دخوله الثلثاء الماضي لفض تجمعهم. ويُتوقع اندلاع مواجهات بين «الإخوان» من جهة ومعارضيهم والأمن من جهة إن أصرت الجماعة وحلفاؤها على التظاهر في التحرير والاعتصام فيه. وستختبر تظاهرات اليوم لأنصار مرسي مدى قدرتهم على تنفيذ خططهم بحشد غير مسبوق يُجبر الحكم الموقت على تقديم تنازلات. ورفعت الجماعة سقف التوقعات من التظاهرات حتى أنها دعت الشعب المصري في بيان أمس إلى «استيعاب الغالبية من جيشه فهم أبناؤه وإخوانه. يقيننا أن الغالبية ترفض أن تُحسب مع الانقلابيين». وهاجمت الجماعة في شدة قادة الجيش، متهمة إياهم ب «التآمر مع القوى الكارهة للثورة والكارهة للإسلاميين والكارهة لسيادة الشعب وحريته والرافضة للديموقراطية والخائفة من صناديق الانتخاب». وقالت: «نحتاج في ذكرى نصر أكتوبر إلى نصر جديد. نصر يحققه الشعب للأسف الشديد على من انقلبوا عليه لمصالحهم الشخصية». في غضون ذلك، قُتل شاب في الاشتباكات التي اندلعت أول من أمس بين أنصار مرسي ومعارضيه في مدينة السويس المُطلة على القناة. وكانت صدامات اندلعت بين الطرفين في شارع الجيش بعد مشادات بين مسيرة ل «الإخوان» وأهالي اعترضوا على هتافات ضد الجيش، استخدمت فيها الحجارة وزجاجات حارقة وأسلحة نارية. واندلعت أمس اشتباكات بين «الإخوان» ومعارضيهم في حي حلمية الزيتون في القاهرة بعدما قطع عشرات من أنصار مرسي طريقاً رئيساً ورددوا هتافات ضد الجيش والشرطة. وفي سيناء، كثفت أجهزة الأمن اجراءتها فى محيط المنشآت الأمنية والحيوية لمواجهة عمليات قد تشنها عناصر مسلحة في ذكرى «نصر أكتوبر». وأغلقت قوات الجيش والشرطة بالمتاريس طرقاً مؤدية إلى منشآت عسكرية ومنعت اقتراب السيارات منها وغيّرت خطوط السير فى مناطق عدة، ودققت في إجراءات التفتيش على المكامن الثابتة والمتحركة، كما كثفت من مكامنها عند مداخل محافظة شمال سيناء لمنع تسلل أي عناصر مسلحة إليها. وأوقفت قوات الأمن أربعة أشخاص يشتبه بعلاقتهم بالتحريض والمشاركة فى إحراق قسم شرطه بئر العبد بعد فض اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة».