كثّف «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي من دعوته إلى التظاهر، فخرج مئات في تظاهرات محدودة أمس تحت شعار «الكرامة والحرية للمرأة المصرية»، فيما صعّد التحالف بالدعوة إلى الزحف لميدان «رابعة العدوية» يوم الجمعة المقبل في ذكرى مرور شهر على فض اعتصام ل «الإخوان» وحلفائهم في الميدان ما أسقط مئات القتلى والجرحى وأطلق موجة من العنف والمواجهات بين الأمن وأنصار الرئيس المعزول. وبدا أن تلك التحركات هدفها وأد مبادرة أطلقها عضو اللجنة الإعلامية في حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، حمزة زوبع أقر فيها بأخطاء خلال فترة حكم مرسي. وتقوم المبادرة على قبول «خريطة الطريق» التي وضعها الجيش بالاتفاق مع القوى السياسية تمهيداً للمصالحة. لكن هذه المبادرة أعقبتها رسالتان للقيادي في الحزب عصام العريان والمتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد أكدا فيهما تمسك «الإخوان» و «التحالف» بعودة مرسي إلى الحكم وتفعيل الدستور المعطل وعودة مجلس الشورى المنحل. وخرج أمس مئات من أنصار مرسي في القاهرة وصل عشرات منهم إلى قرب مقر مجلس الوزراء في شارع قصر العيني وهتفوا ضد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، والرئيس الموقت عدلي منصور، ورفعوا صوراً لمرسي. ونظم المتظاهرون سلاسل بشرية في مناطق عدة رفعوا خلالها صوراً لنساء وفتيات سقطن في المواجهات المختلفة بين أنصار مرسي وقوات الشرطة أو الأهالي. كما دعا «تحالف دعم الشرعية» إلى تظاهرة شبابية يُفترض أن تكون حصلت مساء أمس في ميدان طلعت حرب قرب ميدان التحرير، ما عكس رغبة أنصار مرسي في التصعيد وإجهاض أي تحرك نحو المضي في مبادرة زوبع. وكانت منظمة العفو الدولية دعت إلى إجراء تحقيق مستقل في حوادث قتل قالت إن قوات الأمن المصرية ارتكبتها، وكذلك وقائع تعذيب وانتهاك لحقوق حرية التعبير والتظاهر. وقالت المنظمة إن «عزل الجيش لمرسي بعد احتجاجات حاشدة أطلق موجة من أعمال العنف السياسي المفرط». وفي سيناء، قال مصدر مسؤول إن قوات الجيش تمكنت من تدمير 726 نفقاً داخل مدينة رفح المصرية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، لكن عناصر من قطاع غزة تمكنت من استعادة نشاط 374 نفقاً منها، يجرى حالياً تدميرها بشكل يومي. وأضاف المصدر أن قوات الجيش الثاني المدعومة من عناصر متخصصة من المهندسين العسكريين بدأت في القيام بأعمال «التنظيف والتمهيد والإزالة» على الأرض لكل ما يعيق مستوى الرؤية لعناصر التأمين على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة والبالغ طوله نحو 13 كيلومتراً، لافتاً إلى أنه تم تنظيف 3 كيلومترات من إجمالي الشريط في إطار خطة تنفيذ «منطقة آمنة» بعمق كيلومتر واحد وبطول المواجهة مع قطاع غزة، بما يساعد في السيطرة على الحدود ومنع أعمال التسلل والتهريب من الجانب الفلسطيني. وواصلت قوات الشرطة والجيش استهداف المسلحين في شبه جزيرة سيناء، فقتلت تسعة منهم وأوقفت 10 آخرين في مناطق المهدية ونجع شبانة وجوز أبو رعد، كما دمرت 48 سيارة ودراجة بخارية كان المسلحون يستخدمونها في مهاجمة الأكمنة والمقرات الأمنية، وتم ضبط كميات كبيرة من مادة «تي أن تي» المتفجرة ومنصة صواريخ وأسلحة متنوعة. وكان مجند قتل وأصيب اثنان آخران وضابط في هجوم بقذيفة «آر بي جي» استهدفت مكمناً أمنياً على طريق مطار العريش مساء أول من أمس. وتبادل مسلحون إطلاق النار مع أفراد القوة الأمنية قبل أن يفروا في الدروب الوعرة. من جهة أخرى، ألقت قوات الشرطة القبض على مشتبهين في حادث إطلاق النار على مؤسس حركة «تمرد» عضو لجنة تعديل الدستور محمود بدر، على طريق سريع حيث كان عائداً إلى منزله في محافظة القليوبية في الدلتا.