الألباني - البلجيكي عدنان يانوزاي بات محط الأنظار وخاطف الأضواء، يشهد "بابه" زحمة من المنتخبات الطامحة لضمه إلى صفوفها، لا سيما بعد تألقه في صفوف مانشستر يونايتد الإنكليزي وقيامه بدور المنقذ للمدرّب الأسكتلندي ديفيد مويز. فاللاعب المولود قبل 18 عاماً في بروكسل لأب ألباني وأم كوسوفية ولديه جذور تركية من أحد أجداده، والذي بدأ مسيرته الكروية مع إندرلخت قبل أن ينتقل إلى "أولدترافورد" وهو في السادسة عشرة من عمره في مقابل 600 ألف يورو، جنّب فريق مويز الهزيمة الثالثة على التوالي والرابعة هذا الموسم، عندما سجل هدفيه في مرمى سندرلاند الذي كان متقدماً منذ الدقيقة الخامسة. ولم يخض يانوزاي أي مباراة دولية في الفئات العمرية والخيار مفتوح أمامه للدفاع عن ألوان بلجيكا أو ألبانيا أو تركيا أو صربيا أو حتى كوسوفو غير المعترف بها من قبل الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم. يحمل يانوزاي الرقم 44 وولد في يوم ولادة نجم يونايتد السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو (5 شباط/فبراير)، وإنضم رسمياً إلى "الشياطين الحمر" في 14 أيلول (سبتمبر) الماضي، أي بعد مرور 50 عاماً على توقيع "الأسطورة" جورج بست على كشوفه. منذ أسابيع معدودة قليلون كان يعرفون يانوزاي. وبات سريعاً على كل شفة ولسان. ويلفت مويز إلى أن الفتى الصاعد يذكره ببدايات واين روني في ايفرتون، ف"عدنان من هذه الطينة المميزة". ويعتبره حارس مرمى يونايتد السابق الدانمركي بيتر شمايكل "لاعباً سريعاً يملك رؤية ممتازة للميدان ولتحركات زملائه وتموضع الخصوم. ومزاياه التقنية خارقة". يلعب يانوزاي فى مركز الجناح الأيمن أو الأيسر، إلا أنه يعتمد على قدمه اليسرى في شكل أساس، من "المزرعة البلجيكية التي تفرّخ نجوماً أمثال إدين هازار"، لا سيما أن بلجيكا متمرسة في موضوع التعرّف على المواهب الشابة، وتربطهم في وقت مبكر من مسيرتهم بالمنتخب. وتملك لاعبين في إمكانهم اللعب لبلدين أو ثلاثة لكنها نجحت في الحصول عليهم. وهذا أمر تحاول إنكلترا أن تحذو حذوه. أمام سندرلاند أشرك مويز يانوزاي أساسياً فأبهر الجميع. فسارع المدرّب الأسكتلندي على طلب توقيع جديد طويل الأمد معه، وأصبحت الإدارة مستعدّة لعرض راتب جديد عليه يتقاضى بموجبه 60 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، سعياً لقطع الطريق على الأندية المتزاحمة على هذه الجوهرة. وقبل مويز، آمن المدير الفني ألكس فيرغوسون بموهبة يانوزاي ونصحه بالاجتهاد. ومهّد لبدء مفاوصات ل"ربطه" بعقد طويل الأمد. وكان الشاب الصاعد قريباً من الرحيل عن يونايتد بعد إعتزال "السير"، إذ سعى مويز لإعارته، قبل أن يبدّل رأيه بعد بروز اللاعب خلال فترة الإعداد للموسم الجديد. وأظهر مقدرته الميدانية حين دعت الحاجة عندما زجّ به أمام سندرلاند. في تيرانا، خصّصت له برامج تلفزيونية بأكملها تشجّع يانوزاي على إختيار المنتخب الألباني عوضاً عن البلجيكي. علماً أن مدرب المنتخب البلجيكي مارك فيلموتس كشف الاثنين الماضي أن النجم الواعد إعتذر عن الإنضمام الى فريقه "في الوقت الحالي"، ما دفع الإنكليز إلى التفكير بإستدعائه إلى منتخبهم، خصوصاً أنه يثبّت أقدامه سريعاً بين الكبار بعدما برز في صفوف شباب يونايتد خلال الموسم الماضي، وإختير "لاعب الموسم" في ايار (مايو) الفائت. ما جعل مدرب المنتخب روي هودجسون يفكر في إمكان إستدعائه، متوسماً بإقناعه ليكون عنصراً مؤثراً ضمن كوكبة "الأسود الثلاثة" بدءاً من عام 2015.