احتاج فريق مانشستريونايتد إلى جهود كبيرة من النجم الصاعد بقوة الصاروخ عدنان جانوزاج ليعبر سندرلاند (2-1) بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من مواصلة مسيرة النتائج السلبية منذ بداية الموسم. جانوزاج الأعسر تمكن من تسجيل هدفين بعدما تقدم المضيف في وقت باكر من المباراة، ولم يكن مفاجئاً أيضاً أن يجري الهداف العالمي الهولندي روبن فان بيرسي إلى زميله الصغير وتهنئته بحرارة بعد أن هز الشباك «ستاديوم أوف لايت» معقل سندرلاند. الهولندي صاحب اليد الطولى في إحراز «الشياطين» لقب الدوري الموسم الماضي رأى نفسه بالتأكيد في زميله الصاعد الذي خطف الأنظار من الجميع. كان هناك همس وشكوك في أرجاء «أولد ترافورد» على مدار أيام وأشهر حول إمكانات عدنان جانوزاج، وهل سيتمكن من فرض نفسه ليكون نجماً على غرار من سبقوه؟ لكن الجميع حبسوا أنفاسهم حين رد جانوزاج ببراعة داخل الملعب منذ بداية الموسم معبراً عن موهبة رائعة مقبلة. من هو عدنان جانوزاج الذي تحول إلى حديث الساعة في النصف الأحمر لمدينة مانشستر؟ ولد عدنان في بلجيكا لأبوين ألبانيين من كوسوفو، وانضم إلى فرق الناشئين لأندرلخت البلجيكي الشهير. وبعد أن أمضى ست سنوات مع النادي البلجيكي حط الرحال في مانشستر يونايتد عام 2011، فقدم عروضاً كبيرة في فريق الشباب ليونايتد، وكان أليكس فيرغسون يطلق عليه حينها لقب «اللاعب الموهوب المتوازن». عدنان ظهر للمرة الأولى على ساحة «البريمييرليغ» حين شارك بديلاً في آخر مباراة عن فيرغسون على رأس الجهاز الفني، التي كانت أمام وست بروميتش إلبيون. أما هذا الموسم فقد برز من البداية، إذ سجل هدفاً خلال المباريات التحضيرية في هونغ كونغ، ثم أظهر قدراته اللافتة في لقاء «الكوميونيتي شيلد» أمام ويغان التي انتهت بفوز مانشستر يونايتد (2-0)، وكانت مباراة سندرلاند المباراة الأولى التي يخوضها بصفته لاعباً أساسياً في قميص اليونايتد، فشهدت تاريخ ميلاده الكروي مسجلاً التعادل بعد 55 دقيقة، ثم هدف الفوز بعد ربع ساعة من انطلاق الشوط الثاني. جانوزاج لعب أدوار فان بيرسي في حسم المباريات، فما كان من الأخير سوى الاحتفال بحمل زميله أمام الجميع بعد النهاية. ليس غريباً على المدير الفني لمانشستر يونايتد مويز أن يمنح الفرص للاعبين الشباب، فهو دفع روني إلى الميدان بعمر 16 عاماً حين كان الاثنان في إيفرتون، لكن السؤال الآن: كيف يمكن أن يطور مويز هذه الموهبة الآن خصوصاً أن مستوى عدنان يؤهله للعب أساسياً في صفوف الفريق؟ تألق الفتى الصغير فتح أعين العديد من الأندية المنافسة وعلى رأسها مانشستر سيتي ويوفنتوس، وصار مويز مطالباً بقوة بتمديد عقده الذي ينتهي الموسم الحالي، ويبدو أن المدير الفني متفائل بإبقاء لاعبه على رغم المنافسة. تألق عدنان غير العادي فتح الباب لتجنيسه كي يلعب في صفوف المنتخب الإنكليزي، وهذا ما أعلنه المدير الفني روي هودجسون مع العلم أن جذور اللاعب تمكنه من ارتداء قميص ألبانيا أو كوسوفو أو تركيا فضلاً على بلجيكا، لكن عائلته نصحته بعدم إعطاء أي التزام قبل أن يضمن بقاءه في الفريق الأول لمانشستر يونايتد. عدنان جانوزاج صار قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أحلامه، لكن هل سيختار اللعب لإنكلترا في الوقت الذي يمكنه اللعب لبلجيكا القوة المقبلة في الكرة العالمية بهذا الجيل الذي يتوقع أن يتعملق في كأس العالم 2014 في البرازيل؟