عاد الأميركيان كينيث باي وماثيو تود ميلر اللذان أطلقتهما كوريا الشمالية، إلى الولاياتالمتحدة بعد مشاركة نادرة لمدير الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر في جهود الإفراج عنهما. وكان مكتب كلابر أفاد بأن الأخير رافق باي وميلر في عودتهما إلى بلدهما، بعدما احتجزتهما بيونغيانغ أشهراً. وأعلنت الخارجية الأميركية أن كلابر ذهب إلى كوريا الشمالية، وأجرى «باسم الولاياتالمتحدة محادثات من أجل الإفراج عن المواطنَين الأميركيين». وقال مسؤول أميركي بارز إن كلابر توجّه إلى بيونغيانغ بصفته «مبعوثاً شخصياً» للرئيس الأميركي باراك أوباما، مشيراً إلى أنه نفّذ مهمة بناءً على اقتراح من كوريا الشمالية ولم يلتقِ زعيمها كيم جونغ أون. واستدرك أن كلابر التقى مسؤولين كوريين شماليين وحمل رسالة وجيزة من أوباما إلى كيم. لكن مسؤولاً بارزاً في الخارجية الأميركية أكد أن بلاده «لم تقدّم أي مقابل» لإطلاق باي وميلر. وأضاف: «على كوريا الشمالية أن تختار بين اتخاذ قرارات إيجابية يمكن أن تفضي إلى علاقة جديدة مع الولاياتالمتحدة وبلدان العالم، أو اتخاذ قرارات تسير في الاتجاه المعاكس ولا تؤدي إلا إلى مزيد من العزلة». واعتبر بول كارول، وهو خبير في شؤون كوريا الشمالية في مركز «بلوشيرز فاوند» (مقره سان فرنسيسكو)، أن الإفراج عن الأميركيَّين «يمكن أن يعني أن السلطة التنفيذية في كوريا الشمالية تميل إلى استغلال إمكان استئناف الحوار مع الولاياتالمتحدة». ونزل باي وميلر من الطائرة في قاعدة ماكورد قرب تاكوما في واشنطن، حيث احتضنا أفراد أسرتيهما الذين كانوا ينتظرون على مدرج الهبوط. وشكر باي «جميع الذين ساعدوني معنوياً ولم ينسوني وساندوا عائلتي خلال فترة بالغة الصعوبة»، داعياً إلى «عدم نسيان سكان كوريا الشمالية». وأُفرِج عن الأميركيين بعد أسبوعين على إطلاق مفاجئ للأميركي جيفري فاول، وبذلك لم يعد هناك رسمياً أميركيون مسجونون في الدولة الستالينية. وقال أوباما الذي بدأ جولة في آسيا: «إنه يوم مثير لهما ولعائلتيهما. إننا في غاية الامتنان لعودتهما سالمين، وأشيد بكلابر إذ بذل جهداً عظيماً في مهمة واضح أنها تنطوي على مقدار كبير من التحدي». وشكرت الخارجية الأميركية استوكهولم لدورها في الإفراج عن باي وميلر، إذ تدير السفارة السويدية في عاصمة كوريا الشمالية، المصالح الديبلوماسية للولايات المتحدة. وكان باي (46 سنة)، وهو مبشّر أصله كوري جنوبي من ولاية واشنطن، اعتُقل في كوريا الشمالية عام 2012، وحُكم عليه بالسجن 15 سنة مع الأشغال الشاقة، لاتهامه بالسعي إلى اطاحة النظام. أما ميلر (24 سنة) فكان يقضي حكماً بسجنه 6 سنوات مع الأشغال الشاقة، بعد محاكمته في شأن جرائم «تجسس»، إثر احتجازه في نيسان (أبريل) الماضي واتهامه بتمزيق تأشيرته وطلبه اللجوء.