يترقَّب أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» رد الحكومة اللبنانية على مطالب «النصرة» التي تسلّمتها من الموفد القطري بداية الشهر الجاري، ويأملون خيراً لأن «هذه المرحلة هي الأكثر جدية في مراحل التفاوض» لكنهم يخافون المبالغة في تفاؤلهم بقرب حل القضية في ظل «معلومات متناقضة تصلنا بين ساعة وأخرى عن مكان الموفد القطري فلا تزال المعلومات كفيلة بأن تُبقينا على خوفنا من أي تعثُّر قد يظهر فجأة». وفيما يواصل الأهالي اعتصامهم في ساحة رياض الصلح، تلقّت عائلة العسكري المخطوف لدى جبهة «النصرة» بيار جعجع الفيديو الذي بثّه موقع «ليبانون ديبايت» ويظهر فيه بيار يوجه رسالة إلى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تعليقاً على تصريح ( منذ 3 أسابيع ) يدعو فيه إلى عملية عسكرية لتحرير العسكريين بالتعاون مع التحالف الدولي. وقالت شقيقة بيار جعجع، ريما ل «الحياة»: «مرتاحون لصوت بيار وبدت صحّته جيّدة على عكس المرة السابقة قبل شهر ونصف الشهر عندما بعث برسالة صوتية وكان يبكي حينها وصوته يرتجف». ورجّحت أن «الدكتور جعجع كان يقصد إرسال رسالة إلى الدولة ليرى مدى قوّتها في هذا الأمر ولكنّه بالطبع يرفض المساس بشعرة تعود للعسكريين ونترك له الرد»، مشيرة إلى أن «المسلّحين يعرفون تماماً ما يقصده جعجع». وناشد العسكري المخطوف جعجع، ب «ضرورة التحلي بالحكمة والتروي في خطاباتك، فهي ستودي بحياتي وحياة رفاقي والقوة تعني القضاء علينا ونحن لدينا أهل وأولاد»، مؤكداً أن «أي عمل عسكري سيؤدي إلى مقتل جميع العسكريين وحرق قلوب أهلهم».وأكد أن «الحل الوحيد لتحريرهم وخروجهم أحياء هو عبر التفاوض»، لافتاً إلى أن «الخاطفين يقبلون بأي تفاوض»، معتبراً أن «الدولة اللبنانية تخلّت عنه، وهو الذي خدم تحت جناحها طوال 17 عاماً». ولفتت مصادر متابعة لملف التفاوض إلى أن «الموفد القطري لم يعد إلى جرود عرسال - القلمون منذ أن غادرها السبت الماضي عند لقائه «النصرة» وتنظيم «داعش» ونقله الاقتراحات الثلاثة إلى الدولة وأن الحكومة قامت بتعديل على الاقتراح الثالث الذي يتضمّن: إطلاق سراح 5 أخوة من سجون النظام اللبناني مع 50 أختاً من سجون النظام النصيري السوري مقابل كل محتجز». وأشارت المصادر نفسها إلى أن «الحكومة سلّمت التعديل إلى الموفد القطري».