يبدو أن اجتماع لجنة الحكام الأخير لم ينجح في تهدئة الغضب الناتج عن أخطائهم على رغم خروج رئيس اللجنة للاعتراف بعدد من الأخطاء التي ارتكبها قضاة الملاعب في المباريات الأخيرة، جاء في مقدمها إغفال احتساب ركلتي جزاء للنصر في مباراته الأخيرة أمام العروبة التي انتهت بالتعادل السلبي. تلك الاعترافات دفعت رئيس النصر فيصل بن تركي إلى مطالبة المهنا بإيقاع العقوبات على المخطئين، وليس الاكتفاء بتقديم اعترافات لا تغير شيئاً في واقع النتائج، كما أكد أن زيادة عدد المباريات التي يحق للأندية الاستعانة بحكم أجانب فيها لا تغير المعادلة كثيراً، وزاد: «المسألة لا تتعلق فقط بزيادة عدد مباريات الأندية للحكام الأجانب لأن كل فريق سيلعب أكثر من 22 مباراة بطاقم سعودي، إذا أخذنا في الاعتبار أنه تمت زيادة حق الطلب من ثلاثة مباريات إلى أربعة»، ويتابع: «أتساءل ماذا استفاد النصر من اعتراف اللجنة بركلتي جزاء للفريق في مباراة العروبة الأخيرة، المفترض أن يعاقب الحكم الذي ارتكب الخطأ، ونحن لا نتدخل في نوايا وذمم الحكام ولا نقول إن الحكم تقصّد هذه الأخطاء ولكن من حق النادي أن يعاقب هذا الحكم أو غيره بحرمانه من إدارة المباريات فترة محددة إذا ارتكب أخطاء غيّرت من نتيجة أية مباراة. حديثي هذا لا يقتصر على مباريات النصر إنما على كل المباريات التي تتضمن أخطاء مؤثرة وقوية». الأمير فيصل بن تركي عاد لتدعيم حديثه إلى تسليط الضوء على تجارب المواسم الماضية، فقال: «أعرف أن لجنة الحكام لا تبلغنا بإيقاف أي حكم يخطأ في حق أي نادٍ ولكنني ما زلت أتذكر جيداً بعض الحكام والذي وقعوا في أخطاء خلال المواسم الماضية من خلال عدم احتسابهم لركلة جزاء واحدة فقط، ولم نعد نعرف عنهم أي شيء بل إنهم هجروا التحكيم وأتمنى بألا تلتفت اللجنة للضغوطات الإعلامية، وكلما أتمناه أن يطبق القانون في حق أي حكم يرتكب أخطاء مؤثرة تغير من نتائج فرق بمعاقبته حتى يزيد تركيزه ويتخذ القرارات المنصفة في حق كل الفرق»، وأضاف: «نحن في النصر لم نصل لهذا المستوى في يوم وليلة كما يتوقع البعض إنما قدمت إدارة النادي مبالغ مالية كبيرة لإيجاد فريق قوي ومنافس ويملك احتياطاً قوياً لأجل أن يكون منافساً على كل البطولات، وهذا العمل يهدف إلى إسعاد جمهور النصر ولكن الأخطاء التحكيمية قد تفقدك نقطتين مثل ما حدث في مباراة العروبة ومباراة الأهلي في الجولة الثانية، ولو كانت هذه النقاط في رصيد الفريق الآن لأصبح لديه 18 نقطة، مبتعداً عن أقرب المنافسين بخمس نقاط، وأنا كرئيس للنصر مؤتمن على هذا الكيان وأمام مسؤولية كبيرة لتحقيق تطلعات جماهيرية». وواصل رئيس النصر تعليقه على الحكام والعقوبات الواجب إيقاعها عليهم، فقال: «يجب أن تمتلك اللجنة عقوبات رادعة وإذا كانت لا تريد إيقاف الحكم المخطئ، فأرجوا أن يحرم على الأقل من مكافآته المالية التي يتحصل عليها بعد كل مباراة، المهم هو خلق ضوابط تطبق على الحكام، حالهم في ذلك حال اللاعبين الذين تطبق عليهم اللوائح الانضباطية كتلك التي نطبقها في النصر»، وأضاف: «لا بد من إيجاد رادع قوي يزيد من حرص الحكام على إنهاء المباريات بأقل قدر من الأخطاء، ذلك الرادع يتمثل بمحاسبة كل مقصر سواء أكان حكم ساحة أم حكماً مساعداً أم حكماً رابعاً، وألا يقتصر الحساب على الحديث معهم في الاجتماع الشهري الذي لا تستفيد منه الأندية المتضررة». وختم رئيس النصر حديثه برسالة وجّهها إلى لجنة الحكام، قال فيها: «رئيس اللجنة عمر المهنا هو رجل خدم الرياضة السعودية في مجال التحكيم ولا أعتقد بأنه راض عن بعض أخطاء الحكام المؤثرة والقوية جداً، ولكن أنا كرئيس ناد لا يمكنني أن أقبل في المستقبل بتعرض فريقي لهذه الأخطاء التي حتى الآن فقدت من خلالها أربع نقاط كانت كفيلة بوضع النصر في موقف جيد».