أكدت السلطات العراقية امس عدم صحة شريط تناقلته مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي يصور مسيرة في شوارع حي الأعظمية في بغداد يتعرض للرموز الدينية السنية. واتهم المتظاهرون في المحافظات السنية الحكومة بتكريس «الطائفية والسكوت عن الميليشيات في البلاد»، وأعلنوا تنفيذ إضراب غداً تنديداً بالحادث. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في اتصال مع «الحياة»، إن «الشريط الذي انتشر أخيراً على مواقع الإنترنت فبركته جماعات تحاول اللعب على وتر الطائفية لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية تمثل النسيج العراقي وتتصدى لكل من يحاول المساس بالرموز الدينية من أي مكون ولأي شخص يحاول المساس بالرموز الوطنية.. وانتقدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية سكوت الأجهزة الأمنية على تصرفات أشخاص تعرضوا للرموز الدينية في شوارع الأعظمية، واتهم عضو اللجنة مظهر الجنابي «بعض عناصر الأجهزة الأمنية بمشاركة هولاء الأشخاص في المسيرة»، ودعا إلى «حل هذه الأجهزة وإعادة هيكلتها من جديد». إلى ذلك، ندد رجل الدين عبد الملك السعدي بظاهرة السب من الطرفين، واصدر بياناً حرم فيه سب الصحابة وأحفاد النبي محمد وابنته، وقال: «بدلاً من سبهم يجب التفكير في مشاكلنا الحالية لنعالجها، ونفكر بالوسائل التي توحدنا». وأضاف أن «آل البيت أسمى من أن ندافع عنهم أو ننصرهم الآن بعد رحيلهم عن الدنيا، بل نترحم عليهم ونسلم عليهم في قبورهم، وندعو الله أن يثبتنا على الحق ونصرته كما ثبتوا». وزاد: «من الخطأ أن نعيد ما جرى عليهم من فتن ومأسٍ محزنة، بل يجب أن يطمس ذلك التاريخ الأسود، وأن نشتغل بالتاريخ المعاصر لهذه الأمة (...) فاتركوا سلفنا الصالح يتحاورون بينهم ويحترم بعضهم بعضاً، ويعفو المحسن منهم عن المسيء». إلى ذلك، قال الناطق باسم لجان التنسيق في ست محافظات محمد حمدون ل «الحياة»، إن «الحكومة وبكل أسف أثبتت طائفيتها من خلال سكوتها عن أفعال تجري في بغداد مثيرة للطائفية». وأضاف أن «السماح بهذه الأفعال في ظرف أمني عصيب يزيد فرص حصول حرب طائفية»، واتهمها «بالسكوت عن هذه الأفعال، إضافة إلى السماح للميليشيات الناشطة في بغداد أمام أنظار القوات الأمنية». وأعلن «تنظيم إضراب في المحافظات المنتفضة الخميس المقبل للتنديد بظاهرة سب الصحابة من قبل مجموعات متطرفة»، وأشار إلى أن «المتظاهرين سيصعدون موقفهم في حال استمرار السكوت الحكومي». وقال عضو مجلس عشائر مدينة الفلوجة، شرق محافظة الأنبار، الشيخ محمد البجاري ل «الحياة»، إن «ساحة الاعتصام الرئيسية في المدينة شهدت اليوم (امس) وقفة احتجاجية على مقطع الفيديو الذي يظهر فيه سب الصحابة من دون أن تحرك قوات الشرطة ساكناً». وأضاف أن «الحكومة تعطي إشارات سلبية إلى المتظاهرين حول نواياها إزاء المعتصمين من خلال سكوتها عن أفعال تثير حفيظة مكون مهم في البلاد»، وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات ل «لجم الميليشيات التي تثير مخاوف أهل السنة في بغداد».