ينسابُ مثل النهر في ليلٍ ينادمه ويجهشُ كالمراكبِ فوق عرش الماءِ تنقادُ الحروفُ له ويغرقُ في مرايا مقلتيه كأنه حجرٌ ويذكرُ قولَ شاعره المفضلِّ: «ليتني حجرٌ» ويسهو عن كلامٍ فاض عن قاموسه زبداً يطرّز موجه ببياضه ويضيء وحشته كقنديلٍ تلعثم بالظلامِ/ يمسُّه شغفٌ إلى ما ليس يدركه فيسرف في ضلالته وتنكره الظلالُ يلوذ كالمفؤود بالنسيانِ يهوي في غيابة جبه ويعودُ إخوته بخيبتهم وتتبع خيط ما قد سال من دمه الذئابُ يدنو وينأى مثل نجم في مدارٍ مغلقٍ ويهشُّ أوهاماً تراوده ويلقط ما تناثر فوق أحجار الطريق من الصدى ويُعِدُّ للكلماتِ أعشاشاً لتؤويها وأنخاباً لترويها ويبقى في ظلامِ العالمِ المهجورِ منطفئاً وظامي/ ينحني حيناً ويحنو كي يلملمَ ما سفته الريحُ من أحلامه، ويسيرُ منكسراً كمئذنةٍ تهاوتْ لا وراءَ ولا أمام له تشابهتِ الجهاتُ وأنكرتْ أسماءها الأسماءُ غلَقتِ السماءُ بوجهه الأبوابَ، لم يرجع له مما وراء الغيبِ هدهدُهُ بأنباءٍ ولم تقبض يداه سوى على ريحٍ وما انكشفَ الحجابُ يونيو 2013 * شاعر سعودي.