نعت إسرائيل رسمياً أمس الحاخام الرئيس السابق لليهود الشرقيين، الزعيم الروحي لحركة «شاس» الدينية الشرقية المتزمتة الحاخام عوفاديا يوسف عن عمر ناهز 93 عاماً. وعلى مدار نحو نصف قرن، اعتبر الحاخام يوسف، العراقي المولد تحت اسم عبدالله، أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في الدولة العبرية، خصوصاً بعد تأسيسه حركة «شاس» مطلع ثمانينات القرن الماضي، لتشكل لأكثر من عقدين من الزمن «بيضة القبان» في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، في مقابل حصول مؤسساتها الدينية على امتيازات مالية هائلة اعتبرها مراقبون رشوة مالية. واعتبر يوسف الزعيم الفعلي للحركة، إذ أقام «مجلس حكماء التوراة للسفاراديم (الشرقيين)» الذي اتخذ قراراته طبقاً لأحكام التوراة والشريعة اليهودية والتقاليد المتوارثة. وهو الذي يعين ممثلي الحركة في الكنيست، وهؤلاء ليسوا مخولين البت في أي موضوع سياسي من دون العودة إليه. وعرف يوسف بسلاطة لسانه ضد العلمانيين، وعلى رأسهم قادة حركة «ميرتس» اليسارية شولاميت آلوني ويوسي سريد، كما لم يتورع عن توجيه إهانات عنصرية للعرب، ووصفهم والمسلمين بأنهم «أفاعٍ وثعابين». وعرفت مواقفه من القضايا السياسية تقلبات كثيرة، فهو الذي أفتى عام 1993 بإمكان «التنازل عن أراض» في مقابل السلام ليبرر تأييده اتفاقات اوسلو، لكنه عدل لاحقاً عن مواقفه هذه وأبدى تشدداً ضد الفلسطينيين. وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية، اعتبر مقر الحاخام يوسف مَحجاً لجميع القادة السياسيين بهدف كسب وده، وإذ خالف ذلك رئيس الدولة الحالي شمعون بيريز حين نافس بنيامين نتانياهو على رئاسة الحكومة عام 1996، دفع بيريز الثمن فخسر المنافسة بعد ان وجّه الحاخام مؤيديه لدعم نتانياهو. وراجت أنباء عن ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أرسل صيف العام الماضي أحد أقرب مساعديه الى الحاخام يوسف للحصول على «بركته» لضربة اسرائيلية محتملة للمنشآت النووية الايرانية.