احتشد آلاف المتشددين اليهود، مساء الاثنين 4 يوليو، أمام المحكمة العليا بالقدس للإعراب عن تضامنهم مع حاخامين اثنين أوقفتهما السلطات الأمنية لفترة وجيزة، على خلفية تحقيق حول شبهة التحريض على العنف والعنصرية. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد استجوبت الحاخام يعقوب يوسف، أبن الحاخام عوفاديا يوسيف، الزعيم الروحي لحركة "شاس"، وعضو مهم في الائتلاف الحاكم، يوم الاحد 3 يوليو، وذلك بعد أسبوع من توقيف الحاخام دوف ليئور، بسبب تبنيهما فكرا يشتبه بأنه يحمل تحريضا على قتل العرب. وخطب الحاخام زلمان ميلاميد، مدير المدرسة الدينية في مستوطنة "بيت أيل" بالضفة الغربية، في الحشد قائلاً: "شعب إسرائيل سوف يعود إلى أرض إسرائيل والتوراة، فلا مكتب المدعي العام، ولا المحكمة العليا، ولا الشرطة تريد ذلك، لكن ما من أحد يستطيع وقف هذه العملية الإلهية." أوقفت الشرطة الإسرائيلية يوسف في مدينة القدس، بعد رفضه المثول أمام المحققين للاستماع لأقواله حول ما نسب إليه من تحريض على قتل العرب، بعد تأييده للكتاب الذي نشره الحاخام شبيريا "توراة الملك" والذي دعا من خلاله على قتل من هم من غير اليهود حتى الأطفال منهم والرضع. وأثار نشر الكتاب عام 2009 عاصفة من الجدل دفعت بالسلطات الأمنية لفتح تحقيق مازال قائماً. وقالت الشرطة إن يوسف يجري الان استجوابه بشبهة التحريض على العنف والعنصرية. وبدوره، وصف يوسي ديرمر، الممثل القانوني للحاخام ليئور، تلك التحقيقات بأنها "اضطهاد سياسي لترهيبهم من التعبير عن أفكار التوراة" .. مضيفاً: "الحاخامات ليسوا فوق القانون لكن ما هو فوق القانون هو التوراة". ونظم أنصار ليئور احتجاجات كبيرة في القدس إثر توقيفه ،حاول خلالها البعض اقتحام مبنى المحكمة العليا. ويأتي اعتقال الحاخامين بعد رفضهما المثول أمام الشرطة الإسرائيلية، لاستجوابهما في التحقيق الجاري. والاحتجاجات الأخيرة هي أحدث تطور في الانقسام المستمر بين العلمانيين والمتشددين فيما يتعلق بطبيعة الدولة العبرية وأي من الجانبين له اليد العليا. وأدى اعتقال رجال الدين لانتقادات حتى من بين أعضاء حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الائتلافية، إلا أن الاخير دافع عن الخطوة قائلاً: "إسرائيل دولة قانون لا أحد فوق القانون، وأطالب بأن كل مواطن اسرائيلي احترام القانون".