قالت مصادر مطلعة إن أبوظبيودبي قررتا الاستعانة ببنوك لتقديم المشورة بشأن دمج محتمل لبورصتيهما الرئيسيتين في صفقة بدعم حكومي قد تنشّط الأسواق المالية في الإمارات العربية المتحدة. وسيكون دمج البورصتين من أكبر عمليات الإصلاح بالقطاع المالي الإماراتي في السنوات الأخيرة حيث سيسهّل على المستثمرين العمل في السوقين وقد يحفز حركة التداول ويجذب مزيدا من الاستثمار الأجنبي. وسبق أن جرت محادثات متقطعة بشأن دمج سوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية منذ 2010 على الأقل لكن شابتها خلافات بشأن التقييم وأزمة ديون شركات دبي في 2009 و2010. وكانت مصادر قالت في حزيران/يونيو إن فكرة دمج البورصتين اكتسبت قوة دفع جديدة مع تجدد الاهتمام بالتعاون بين الإمارتين في عدة مجالات. وقالت المصادر التي اشترطت عدم الإفصاح عن هوياتها نظراً لأن الأمر لم يعلن رسمياً بعد، إن أبوظبي أغنى إمارات الدولة، عيّنت بنك الاستثمار الأميركي "جيه بي مورغان تشيس" وبنك الخليج الأول المحلي لتقديم المشورة بشأن الإندماج. وقال مصدر إن تفويض أبوظبي صدر عن المجلس التنفيذي وهو أعلى جهاز لاقتراح السياسات في الإمارة. ولم يرد المجلس على مكالمات هاتفية ورسائل إلكترونية للحصول على تعليق. وبحسب المصادر عينت مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية "سيتي غروب" لتقديم المشورة. والمؤسسة شركة قابضة رئيسية تملك حصصا في عدد كبير من كبرى كيانات الإمارة مثل بورصة دبي الشركة الأم لسوق دبي المالي. وأحجم متحدث باسم جيه.بي مورجان ومتحدثون باسم سيتي جروب وبنك الخليج الأول عن التعقيب ورفضت سوق أبوظبي للأوراق المالي وسوق دبي المالي التعليق. وقالت ممثلة إعلامية لحكومة دبي تتولى الرد على الاستفسارات المتعلقة بمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية إنها لا تستطيع الإدلاء بتعليق فوري. وقال ثلاثة من المصادر إن الحكومتين تطمحان للتوصل إلى اتفاق بشأن الاندماج بنهاية العام الحالي. وقال أحد المصادر "تريد الإمارتان اتمام الاندماج قبل نهاية العام. والآن في وجود الإرادة السياسية فالتحدي الرئيسي أمام المستشارين هو تقديم تقييم صحيح يكون مقبولاً لكلا الطرفين". وسوق دبي المالي هي شركة البورصة الخليجية الوحيدة المدرجة وتبلغ قيمتها السوقية نحو 4.5 بليون دولار وارتفع سعر سهمها لمثليه هذا العام مع تعافي دبي من أزمة ديونها الأمر الذي سرع حركة التداول في البورصة وعزز أحجامها. وبحسب مصدر مطلع على خطة الاندماج تعطي الصفقة قيمة أعلى لسوق دبي المالي عن بورصة أبوظبي عند حوالي 20 مثل الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاهلاكات واستهلاك الديون. وقال المصدر إن القيمة المقدرة لبورصة أبوظبي تبلغ حوالي عشرة أمثال إلى 12 مثل الأرباح. وقال مصدر آخر بحكومة أبوظبي إن من المرجح أن يكون اندماج البورصتين اندماجا بين ندين متناظرين وتوقع أن يصدر إعلان في هذا الشأن في ديسمبر كانون الأول. وقد يسمح الاندماج للبورصتين بخفض التكاليف وتبادل التكنولوجيا وتسهيل شراء المستثمرين الجدد في شتى الشركات الكبرى بالإمارات. وقال مصدر بحكومة دبي إن المنشآت الحالية في دبيوأبوظبي ستواصل العمل على الأرجح كبورصتين لكن تحت مظلة كيان مشترك واحد. وسوق دبي المالي مملوك بنسبة 80 بالمئة لبورصة دبي وهي شركة قابضة تملك أيضا بحسب موقعها على الانترنت 33 بالمئة من بورصة ناسداك دبي ونحو 21 بالمئة من بورصة لندن. واستبعدت المصادر أن تشارك ناسداك دبي - وهي أصغر بكثير من البورصتين الرئيسيتين - في الاندماج.