مع تباشير صباح أمس، اكتملت فصول قضية فجرت طاقات التطوع لدى الشباب في مدينة جدة. عادت الطفلة «وجدان» ذات الثمانية أعوام إلى أحضان أسرتها، بعد تجربة مريرة عاشتها في «حبس قسري» داخل مركبة شقيقها، ليتبدل سائقها إلى شاب غريب، وتتبدل طريقة القيادة من «التؤدة» إلى قيادة «شيطانية»، انتهت بمطاردة رهيبة لم تخل من صرير العجلات، بل وحتى الاصطدام، صور كانت تراها في «الأفلام»، لتتحول إلى «بطلة» في فيلم من إخراج شاب سيئ السلوك، يقبع في مكانه الطبيعي حالياً «خلف القضبان». بدأ مشوار البحث عن «وجدان» بواسطة قوات الأمن، بيد أن المواطنين لم يقفوا هذه المرة ل«الفرجة» بل جندوا أنفسهم للبحث عن الصغيرة في حي الحرازات، ذلك الحي الذي يفتقر إلى مظاهر المدنية، يقبع كنشاز لاتساق و«بهاء» أحياء عروس البحر الأحمر، فالظلام يلف الحي إلا من أضواء «خجلى» تبرق من بعض الأزقة الخالية من الأرصفة، أو بعض الشوارع المهجورة التي تهيئ موطناً صالحاً للخارجين عن الأنظمة والقوانين. اجتذب ذاك المكان الشاب الذي تجرأ لسرقة المركبة التي تركها صاحبها «دائرة» لحظات ليذهب إلى «البقالة»، لكنه لم يدر في خلده وجود «الطفلة» على المقعد الخلفي، لتتضاعف جريمته إلى سرقة واختطاف. عدد من شبان جنوب شرق مدينة جدة جدوا في البحث مستهدين بكشافات مركباتهم لتحيل ليل «الحرازات» الدامس إلى نهار، ورغم ذلك تاه بعض المتطوعين وسط الحي المظلم، و«أحواشه» العشوائية، لا يعلم أحد ما في بطونها التي تلفها الوحشة والصمت الرهيب. كانت القلوب منفطرة، والبحث مكثف وسط ذلك المجهول، في رحلة استمرت من منتصف ليلة الإثنين حتى الخامسة من فجر أمس، إذ جاءت البشرى بالعثور على الطفلة المختطفة، بجوار أحد «الأحواش» تحمل على وجهها جملة من التساؤلات البريئة. وأشار شهود عيان ل«الحياة» أن «وجدان» نقلت على الفور إلى مستشفى الثغر جنوبجدة لتلقي العلاج والكشوفات، وبدأت في صورة وهي تتناول العشاء، الغداء، والإفطار في وجبة واحدة، لتكتمل فصول القصة التي بدأت من أمام «بقالة» وتفاعلت في وسائط التفاعل الاجتماعية، لتنتهي بعودة الطفلة إلى أحضان أسرتها. من جهته أوضح خال الطفلة ل«الحياة» مساء أمس، أن وجدان خرجت من المستشفى من الاطمئنان عليها صحياً وهي الآن في منزل والدها ولا تشكو من أي إصابات.