هبطت الأسهم الأوروبية أمس للمرة الخامسة في سبع جلسات بفعل أزمة سياسية جديدة في إيطاليا واحتمال توقف أنشطة حكومية في الولاياتالمتحدة. وانخفض مؤشر «يوروفرست 300» 0.7 في المئة إلى 1245.47 نقطة، ومؤشر البورصة الإيطالية اثنين في المئة. وفي واشنطن، تضاءلت احتمالات توصل الجمهوريين والديموقراطيين إلى اتفاق لتمويل الحكومة قبل نهاية السنة المالية بحلول منتصف ليل أمس. وانخفض مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني 0.4 في المئة و «كاك 40» الفرنسي 1.3 في المئة و «داكس» الألماني 1.1 في المئة. وهبطت أسعار الأسهم الإيطالية بشدة بينما ارتفعت معدلات فائدة الاقتراض، فيما تستعد البلاد التي تشهد انكماشاً اقتصادياً لمواجهة بين رئيس الوزراء انريكو ليتا وسلفه سيلفيو بيرلوسكوني. وتراجعت الأسهم أكثر من اثنين في المئة، فيما ارتفع معدل العائدات التي يطلبها المستثمرون على السندات الحكومية لأجل 10 سنين إلى 4,598 في المئة من 4,416 في المئة نهاية الأسبوع الماضي. وأورد موقع «فيرستاونلاين.انفو» الإخباري، في تعليق على أوضاع السوق، أن «تأثير بيرلوسوكوني يضرب السوق مرة أخرى، والخوف يسود الأسواق». ورفع بيرلوسكوني، الذي يواجه احتمال طرده قريباً من مجلس الشيوخ إثر الحكم عليه بالسجن بتهمة التهرب الضريبي، مستوى الضغوط خلال الأيام الماضية، بعدما أعلن قبل يومين سحب وزراء حزبه، «حزب الحرية»، الخمسة من الائتلاف الحكومي الهش، داعياً إلى انتخابات مبكرة قريباً. ووصف ليتا، الذي تولى السلطة هذه السنة وواجه صعوبات في محاولته تقوية الاقتصاد المتعثر، خطوة بيرلوسكوني ب «المجنونة وغير المسؤولة». وحذر من تأثير إجراء الانتخابات في هذا الوقت الحرج بالنسبة لإيطاليا على أسواق المال، وفي الوقت الذي بدأت تنتعش الآمال بالخروج من الانكماش المدمر الذي تعاني منه البلاد منذ عامين. وأكد ليتا أن التبريرات التي أعطاها بيرلوسكوني لسحب دعمه للحكومة، ومن بينها فشلها في منع زيادة ضريبة المبيعات إلى 22 في المئة هذا الأسبوع، هي غطاء لمصالحه الشخصية. وسجل مؤشر «نيكاي» القياسي للأسهم اليابانية أكبر انخفاض في ستة أسابيع، إذ أحجم المستثمرون عن المخاطرة وأقبلوا على البيع لجني الأرباح في ظل مخاوف متزايدة من توقف أنشطة حكومية في الولاياتالمتحدة. وهبط «نيكاي» 2.1 في المئة إلى 14455.80 نقطة، وهو أكبر انخفاض منذ 20 آب (أغسطس) الماضي، ولكنه ارتفع ثمانية في المئة هذا الشهر، مسجلاً أول ارتفاع شهري في خمسة أشهر وبلغت مكاسبه منذ بداية السنة 39 في المئة. وانخفض مؤشر «توبكس» 1.9 في المئة إلى 1194.10 نقطة، بينما بلغ حجم التداول أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع عند 2.70 بليون سهم. وتترقب السوق إعلان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن إستراتيجية الحكومة للنمو الاقتصادي والضرائب اليوم. الى ذلك، تراجع اليورو على نطاق واسع أمس في ظل تصاعد التوترات في إيطاليا، بينما تخلى مستثمرون عن الدولار مع اقتراب نهاية مهلة لتفادي توقف أنشطة حكومية في الولاياتالمتحدة. وارتفع الفرنك السويسري والين، إذ يميلان إلى الصعود في أوقات عدم الاستقرار المالي. ونزل اليورو 0.7 في المئة إلى 131.82 ين، بعدما انخفض إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 131.385 ين، كما تراجع 0.2 في المئة إلى 1.2225 فرنك، بعدما سجل 1.2215 فرنك، وهو أدنى مستوى منذ أوائل أيار (مايو) الماضي، وهبط 0.3 في المئة إلى 1.3488 دولار. وتضرر اليورو جراء الأزمة السياسية في إيطاليا بعدما سحب رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلوسكوني الوزراء المنتمين لحزبه من الحكومة ودعا إلى انتخابات جديدة بعد سبعة أشهر فقط من الانتخابات الأخيرة. وتراجع الدولار 0.4 في المئة إلى 97.83 ين، بعدما سجل أدنى مستوى في شهر عند 97.53 ين في وقت سابق. وسجل الجنيه الإسترليني أعلى مستوى في تسعة أشهر عند 1.6183 دولار، وفي ثمانية أشهر ونصف شهر أمام اليورو عند 83.38 بنس لليورو. وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن أمس عند 1335.75 دولار للأونصة، انخفاضاً من 1341 دولاراً في الجلسة السابقة، بينما بلغ سعره عند الإغلاق السابق في نيويورك 1335.71 دولار.