رويترز - تراجع الترحيب العالمي بقرار الصين خفض أسعار الفائدة أمس وسط قلق المستثمرين والاقتصاديين من أن الخطوة تشير إلى الإعلان قريباً عن بيانات اقتصادية قاتمة. وكان قرار الصين المفاجئ الذي أعلنته أول من أمس بخفض أسعار الفائدة، أنعش الآمال في أن يساعد الائتمان الرخيص في التغلب على تباطؤ النمو الاقتصادي، كما عزّز اعتقاد أسواق الأسهم العالمية بأن الاقتصادات الكبرى تواصل سياساتها التحفيزية. وهي المرة الأولى التي تُقدم فيها الصين على هكذا خطوة منذ الأزمة المالية عام 2008، ما أثار المخاوف أيضاً من أن الاقتصاد قد يكون أضعف من ما كان يُعتقد سابقاً. وأشار مسح أجرته وكالة «رويترز» ونشر هذا الأسبوع إلى أن اقتصاد الصين قد يكشف عن مؤشرات للاستقرار الشهر الماضي، بعد ضعف مفاجئ في نيسان (أبريل)، إلا أن هذه التوقعات مشكوك بها الآن. العملة الأوروبية إلى ذلك تراجع اليورو أمس بعد خفض التصنيف الائتماني لإسبانيا ثلاث درجات وظهور علامات على ضعف اقتصادي في إيطاليا وألمانيا، ما ترك العملة الأوروبية معرضة لمزيد من الخسائر مع تزايد المخاوف من تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو. وهبط اليورو 0.8 في المئة إلى 1.2426 دولار بعدما سجل أعلى مستوياته في أسبوعين عند 1.2625 دولار أول من أمس عقب خفض مفاجئ لسعر الفائدة في الصين. وتأثر اليورو أيضاً بعد بيانات أظهرت تراجع الإنتاج الصناعي لإيطاليا أكثر من المتوقع بكثير في نيسان الماضي، وهبوط الواردات الألمانية بأعلى معدل في عامين، ما أذكى المخاوف من ركود في منطقة اليورو. وهبطت العملة الموحدة 1.3 في المئة إلى 98.55 ين، وارتفعت العملة اليابانية في مقابل عملات مع تردي معنويات السوق، في حين تراجع الدولار 0.5 في المئة إلى 19327 ين. وارتفع مؤشر الدولار 0.9 في المئة إلى 82.775 متعافياً من أدنى مستوياته في عشرة أيام البالغ 81.911 الذي سجله أول من أمس، ونزل الدولار الأسترالي 0.6 في المئة إلى 0.9839 دولار. وتراجع الذهب إلى أدنى مستوى في أسبوع أمس مواصلاً خسائره في الجلسة السابقة عندما لم يقدّم رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (المركزي) أي تلميح عن خطط تحفيز قريبة، ما خيّب آمال المستثمرين وأضر بالإقبال على الذهب كملاذ من التيسير النقدي. وأضر ضعف اليورو أمام الدولار بالمعادن النفيسة المقومة بالدولار وجعلها أكثر كلفة لحائزي العملات الأخرى. وسجّل الذهب الفوري 1577.50 دولار للأونصة، منخفضاً نحو واحد في المئة مقارنة بإغلاق نيويورك أول من أمس البالغ 1589.15 دولار، وكان سجّل في وقت سابق أدنى مستوى خلال الجلسة عند 1561.44 دولار. وفي تطور يؤشر إلى ضغوط إضافية على اليورو، أظهر تقرير حكومي أميركي أن العجز التجاري للولايات المتحدة تقلص في نيسان (أبريل) إذ تراجعت الصادرات والواردات على حد سواء عن مستوياتها المرتفعة القياسية في آذار (مارس) في مؤشر على تباطؤ الطلب العالمي وعلى احتمال انتعاش الدولار أمام العملة الأوروبية الموحدة. وأفادت وزارة التجارة الأميركية بأن العجز تقلص بنسبة 4.9 في المئة إلى 50.1 بليون دولار إذ انخفضت واردات السلع والخدمات 1.7 في المئة إلى 233 بليوناً. وهبطت الصادرات 0.8 في المئة إلى 182.9 بليون. ولا تزال الواردات والصادرات عند ثاني أعلى مستوياتها على الإطلاق. وانخفض الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم آب (أغسطس) نحو اثنين في المئة إلى أدنى مستوى في الجلسة عند 1556.4 دولار، قبل أن يعوض بعض خسائره ويرتفع إلى 1579 دولاراً. وتراجعت الفضة في السوق الفورية أكثر من واحد في المئة إلى 28.28 دولار، والبلاتين 0.8 في المئة إلى 1423 دولاراً، والبلاديوم 0.6 في المئة إلى 614.72 دولار.