قدمت وكالة حماية البيئة الأميركية في 20 أيلول (سبتمبر) اقتراحاً حول معايير أكثر صرامة للحد من الانبعاثات من محطات توليد الطاقة الجديدة، وتطرقت بذلك إلى أحد المصادر الأميركية الأكثر أهمية وتركيزاً للغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تساهم في تغير المناخ. وجاء في إعلان وكالة حماية البيئة أن الاقتراح يشكل معلماً مهماً في تشريع خطة العمل لمواجهة تغير المناخ التي كشف عنها الرئيس أوباما في حزيران (يونيو) المنصرم. وأشارت مديرة وكالة حماية البيئة جينا مكارثي في كلمة ألقتها في واشنطن لشرح مقترحات محطة الطاقة، إلى أنها تتبع أمراً توجيهياً رئاسياً لتصميم سياسات محلية توجّه رسالة عالمية حول التزام الولاياتالمتحدة بمواجهة تحدي تغير المناخ. وذكرت أن سبب ذلك هو «تمكين الولاياتالمتحدة من الاستفادة من عملنا على الصعيد الدولي لمعالجة تحدٍّ عالمي بطريقة عالمية». وقد وُضع الاقتراح استناداً إلى مشاورات مكثفة مع المؤسسات الصناعية واستعراض أكثر من 2.5 مليون تعليق عام قدمتها إلى الوكالة مجموعات بيئية وصحية وغيرها من الأطراف المهتمة. وستخضع معايير الانبعاثات المقترحة لمزيد من التعليقات العامة والمراجعة قبل أن تصبح قانوناً نافذ المفعول. وجاء في بيان «وكالة حماية البيئة» أن معايير الحد من التلوث ستضمن بناء محطات لتوليد الطاقة في المستقبل تعتمد تكنولوجيات نظيفة تحد من انبعاثات الكربون، وتتماشى مع أولوية حكومة الرئيس أوباما بأن الابتكار يوفر مدخلاً مهماً لتحقيق أهداف الهواء النظيف. وأطلقت مكارثي مبادرة لحماية المقترح من الانتقاد الرئيسي الموجَّه إلى السياسات البيئية منذ أن أصبحت هذه قضية وطنية كبرى في سبعينيات القرن العشرين. وأكدت أن الأنظمة الجديدة لا تعيق النمو الاقتصادي بأي شكل من الأشكال. وجاء في كلمة مديرة وكالة حماية البيئة «لقد أثبتنا مراراً وتكراراً أن وضع معايير عادلة لقانون الهواء النظيف لحماية الصحة العامة لن يتسبب في وقوع السماء، ولن ينهار الاقتصاد». وأشارت مكارثي إلى أن صناعة الطاقة المتجددة تزيد باطراد من إنتاج الطاقة و أن صناعة السيارات في الولاياتالمتحدة تزدهر في تكيفها لتلبية معايير للانبعاثات من السيارات أكثر صرامة، من تلك التي وُضعت حيز التنفيذ عام 2009. واعتبرت مكارثي أن معايير انبعاثات محطات الطاقة الأكثر صرامة خطوة تنظيمية مهمة، ولكن التحرك باتجاه تخفيض الانبعاثات وتلوث الهواء واقتصاد يستهلك الوقود النظيف لن يتحقق بين عشية وضحاها. وأثنت على الإجراءات العديدة التي تتخذها حكومات الولايات والحكومات المحلية لزيادة الكفاءة في استخدام الطاقة والحد من التلوث. كما دعت مديرة وكالة حماية البيئة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات للتصدي «لإحدى التحديات الصحية العامة التي لا نستطيع جميعاً تجنبها بعد الآن».