واشنطن - «نشرة واشنطن» - تتمثل إحدى أفضل الطرق لاحتواء مسار التغيير المناخي أو عكسه، بمنع إطلاق غازات الاحتباس الحراري التي تلتقط حرارة الشمس وتتسبب في ارتفاع درجات الحرارة. وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية أنها ستستثمر 41 مليون دولار في تلك الاستراتيجية خلال السنوات الثلاث المقبلة. وهي تقدم منحاً إلى 16 شركة ومؤسسة في القطاع الخاص لتطوير أفكار حول تكنولوجيات ما بعد الاحتراق لالتقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث من محطات توليد الطاقة المشغلة بالفحم الحجري وخزنه. وتهدف هذه المشاريع إلى تطوير طريقة أقل كلفة وأكثر كفاءة من الطرق المستخدمة لتنظيف الانبعاثات الكربونية، التي يمكنها إزالة 90 في المئة على الأقل من ثاني أكسيد الكربون من الانبعاثات، مع زيادة كلفة الكهرباء على المواطنين بنسبة لا تتعدى 35 في المئة. وتنتج تكنولوجيات التقاط الكربون المستخدمة حالياً «خسائر طفيلية»، أي أن جزءاً كبيراً من الطاقة التي تنتجها محطات الكهرباء يصبح غير متوافر لمستهلكيها، لأنه يُستخدم في تنظيف الانبعاثات. وأعلن وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو ان «رسم مسار نحو التوصل إلى الفحم النظيف أمر ضروري لتحقيق أهدافنا المتمثلة في تأمين طاقة نظيفة وخلق فرص عمل، وخفض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري». وأضاف: «إن ذلك سيساعد في وضع الولاياتالمتحدة في موقع القيادة في السباق العالمي الى الطاقة النظيفة». ومن بين المشاريع التي كسبت دعم وزارة الطاقة، استخدام الطاقة فوق الصوتية لإذابة ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى فقاعات غازية، واستخدام مذيبات عضوية لالتقاط انبعاثاته، واستغلال التغيرات السريعة في الضغط لالتقاطه ثم إطلاقه، واعتماد عامل امتصاص لالتقاط الانبعاثات. وتطمح إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما إلى نشر تكنولوجيا التقاط الكربون الفعّالة من حيث الكلفة، محلياً خلال 10 سنوات. إلى ذلك، تعكف «الوكالة الأميركية لحماية البيئة» (EPA) على إقرار قانون مقترح لفرض تطبيق القواعد المنظمة للانبعاثات من محطات الطاقة العاملة بالفحم الحجري. وأعلنت في آذار (مارس) الماضي عن قانون مقترح للحدّ من انبعاثات غازات الزئبق والزرنيخ والكروم والزينك والغازات الحمضية، سيفرض على محطات توليد الطاقة تركيب تكنولوجيات التحكّم بالتلوث لتنظيف انبعاثاتها، علماً أن أكثر من نصف محطات الطاقة المحلية اعتمدت هذه التكنولوجيات طوعاً. وأفادت الوكالة بأن هذا الإجراء سيمنع حصول نحو 17 ألف حالة وفاة سابقة لأوانها و11 ألف أزمة قلبية سنوياً وسيلغي 12 ألف زيارة لغرف الطوارئ في المستشفيات، وسيحول دون خسارة 850 ألف يوم عمل بسبب المرض الناتج من التلوّث البيئي. وأشارت إلى أن المعايير الجديدة ستؤمّن منافع صحّية للأطفال، بحيث تمنع 12 ألف حالة ربو و11 ألف حالة التهابات قصبية حادة بينهم سنوياً.