مهما كانت الأخطاء التي ارتكبتها سورية في حق شعبها باستخدام غاز سام، فهي دولة عربية. قد لا تتفق معي في هذا، لكن انتظر لحظة. ان تحالف الغرب على سورية لإعطاء شرعية لضربها وتدمير بنيتها التحتية لا يعتبر عقاباً يقبله العالم المتحضر لأنه، ببساطة، عقاب لكل الشعب السوري وخلق مأساة وجريمة انسانية أخرى تضاف الى الجرائم اليومية التي يتحمل مسؤوليتها من يعيش على تلك البقعة من العالم، وستمتد الى عشرات السنين وتتذكرها الأجيال على انها جريمة أميركية أخرى بعد جريمتي العراق وليبيا. وبالمقارنة مع العواقب التي ستلي عمليات الضرب، فإن العالم بعدها مطالب بدعم شعب سورية نتيجة ضربها من طريق إمدادها بالغذاء على الاقل وإعادة إعمارها. ان تاريخ مصر والمنطقة العربية حافل بالكثير من العبر والدروس، منذ الحرب العالمية الثانية، مروراً بحرب فلسطين عام 1948 وحتى اليوم، وننتظر الغد في سورية. نحن حقل تجارب لهم، في كل شيء. بداية من الدواء وحتى اختبار الأسلحة الجديدة. لعلكم تذكرون أول استخدام للأسلحة الذكية في حرب العراق... عند قصف أحد الملاجئ العراقية الذي كان يضم أطفالاً وشيوخاً... من خلال فتحة شباك صغيرة في الملجأ. الى هذا الحد وصلت دقة التصويب للأسلحة الذكية في التدمير. وأميركا نفسها التي ارتكبت تلك الجريمة بالأمس تتباكى اليوم على خطأ سورية في استخدام غاز سام. اذا كان هذا الأمر خطأ واذا كان قد وقع بالفعل، فالشك يحيط بكل الأخبار والتقارير الواردة من المصادر الأميركية ومن حلفاء أميركا. والدرس الأخير هو إعادة رسم خريطة الشرق الاوسط، بافتعال أحداث مدعومة من الأميركيين واستغلال الدين الاسلامي والدين المسيحي، على حد سواء، لإعادة رسم حدود المنطقة كلها، الشرق الاوسط الجديد. ظهور عبدالناصر مرة أخرى في المنطقة يبدد كثيراً من أحلامهم. نسخة 2013 من راعي القومية العربية لم تكتمل بعد. فالمشوار لا يزال بعيداً. لكن، هناك أمل في استكمال الحلم العربي في شباب مصر والبلدان العربية الذين تحرروا من أوهام حكامهم ونظرياتهم البالية. وسورية لن تسقط بضربة جوية. الأرض سورية وعربية وعليها سوريون يحبونها ويعشقونها كما يعشق المصريون أرضهم.