- أفلت شمس الكرة السعودية عن المونديال الافريقي الذي سيقام في جنوب افريقيا صيف 2010 بعد خروج المنتخب من رحلة التصفيات في محطة الملحق الآسيوي بتعادله مع نظيره البحريني أول من أمس الاربعاء على استاد الملك فهد الدولي في الرياض في مباراة الاياب. وللمرة الاولى منذ 16 عاماً، سيغيب الاخضر السعودي عن المشاركة في كأس العالم، اذ كانت انطلاقته نحو العالمية في مونديال الولاياتالمتحدة 1994 وفاجأ حينها الجميع بتأهله الى الدور الثاني قبل ان يخرج امام السويد. توالت بعدها مشاركات الاخضر في كأس العالم، فتأهل الى مونديال فرنسا 1998 الا انه خرج من الدور الاول، وجاءت المشاركة الثالثة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 لكنه ظهر بصورة اقل من المتوقع خلافاً للمرتين السابقتين، ثم عاود المنتخب السعودي الكرة وتأهل للمرة الرابعة ليضمن مشاركته في مونديال المانيا 2006 في انجاز عربي وآسيوي. ظهرت بوادر عدم تأهل المنتخب السعودي للمونديال الافريقي عندما فرط في فوز كان بمتناوله، اذ كان يكفيه الفوز بأي نتيجة على كوريا الشمالية في الجولة الاخيرة من منافسات الدور الحاسم من التصفيات، ليعلن تأهله من دون الحاجة لخوض الملحق، الا انه اكتفى بالتعادل السلبي مهدياً البطاقة الثانية عن المجموعة لكوريا الشمالية، الامر الذي تكرر ثانية امام البحرين وعلى استاد الملك فهد الدولي في الرياض ايضاً. والقى تعاقب المدربين خلال الآونة الاخيرة بظلاله على تراجع مستوى الاخضر وعدم تأهله، فمن الارجنتيني غابريال كالديرون الى البرازيلي ماركوس باكيتا الى البرازيلي الآخر هيليو سيزار دوس انغوس ثم ناصر الجوهر، إذ كان يتولى المهمة في بداية التصفيات، لكنه لم يكمل المشوار بعد ان تقدم باستقالته بسبب الضغوط التي واجهته لتواضع المستوى عقب الخسارة من كوريا الجنوبية والتعادل مع ايران، لتأتي خسارة نهائي «خليجي 19» امام عمان في مسقط لتكون نهاية عهد الجوهر. وتولى البرتغالي جوزيه بيسيرو المهمة، فاعاد في البداية الثقة للجماهير السعودية بفوز المنتخب على ايران في عقر دارها، ثم على الامارات لتنتعش الآمال مجدداً بحسم بطاقة التأهل مباشرة، الا ان الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن اذ أسهم بيسيرو نفسه بشكل كبير في اهدار فرصة التأهل باختياراته الغريبة وتغييراته المتأخرة، وكان تبريره ان الاصابات فرضت عليه هذه الاختيارات ليكون الاخضر في نهاية المطاف الخاسر الاكبر. وكانت الجماهير السعودية تمني النفس بان يواصل منتخبها انجازاته ويتأهل للمرة الخامسة على التوالي، الا انها استفاقت على واقع مؤلم ووجدته خارج اسوار كأس العالم للمرة الاولى منذ 16 عاماً. ووصف النقاد والمحللون الجيل الحالي بانه «الاسوأ» للكرة السعودية على مر تاريخها، حيث لم تكن هناك انجازات تذكر تسجل باسمه سوى خوض نهائي كأس آسيا 2007 (خسرت السعودية امام العراق صفر-1). وتكالبت الظروف على المنتخب السعودي مع بداية التصفيات النهائية الآسيوية المؤهلة للمونديال، بداية من الاصابات التي ابعدت معظم نجوم الفريق لفترات طويلة ابتداء من اصابة مالك معاذ الذي غاب عن بداية التصفيات لمدة ستة اشهر بعد ان خضع لجراحة في المانيا احتاج بعدها لفترة تأهيل في البرازيل حتى يستعيد مستواه المعهود، اضافة الى اصابة سعد الحارثي والذي لم ينضم للاخضر منذ ان لحقت به الاصابة والتي اجرى على اثرها جراحة في لندن واحتاج ايضاً لفترة تأهيل لمدة ستة اشهر. وشملت الاصابات ايضاً احمد الفريدي وخالد عزيز وعبده عطيف وصالح بشير ونايف هزازي، لتجبر المنتخب في نهاية الامر على خوض الملحق الآسيوي للمرة الاولى في تاريخه، لان تأهله في المرات الاربع السابقة كان من الباب الواسع. ولم تكن الاصابات وحدها ما حال دون تأهل المنتخب، بل لعبت الاخطاء التحكيمية الدور الابرز في معظم مباريات التصفيات، اذ كانت هناك خمس ركلات جزاء لم تحتسب له على مدار مشواره في التصفيات، وأسهمت هذه الركلات في ابعاده عن التأهل المباشر وكان آخرها عدم احتساب ركلة جزاء صحيحة لمصلحة ياسر القحطاني في مباراة الذهاب ضد البحرين بحسب ما اوضح بيسيرو.