قدم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز هدية ثمينة إلى الروس عندما اعلن أمس، اعتراف بلاده باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. في المقابل استعدت موسكو لمكافأة ضيفها عبر منحه تسهيلات مالية كبرى لشراء أسلحة ومعدات عسكرية روسية تحتاجها كراكاس، «لمواجهة التمدد العسكري الأميركي في كولومبيا» كما قال مسؤول روسي بارز.وبعد إعلان تشافيز، اصبحت فنزويلا ثالث بلد يعترف باستقلال الإقليمين اللذين انفصلا عن جورجيا نهائياً بعد حرب القوقاز صيف العام الماضي، علماً أن «الجمهوريتين» احتفلتا قبل أسابيع بالذكرى الأولى ل «الإستقلال» الذي لم تعترف به في حينه إلا روسيا ونيكاراغوا. ورحب الكرملين بالموقف الفنزويلي، وأعرب الرئيس ديمتري ميدفيديف عن «إمتنان روسيا». وبحث الرئيسان في جملة الملفات المتعلقة بالعلاقات بين البلدين ووقعا عشرة اتفاقات لتعزيز الروابط في مختلف المجالات وخصوصاً في قطاعات الطاقة والاستثمارات المتبادلة والاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وأكد تشافيز خلال اللقاء أن علاقات بلده مع روسيا وصلت إلى مستوى «الشراكة الإستراتيجية». وزاد أن «روسيا دولة عظمى صمدت أمام الأزمة وقطب مهم في العالم الجديد المتعدد الأقطاب». وشغل التعاون العسكري بين البلدين حيزاً مهماً من المناقشات، وعلى رغم إعلان مصدر روسي أن الطرفين لن يوقعا صفقات تسلح خلال الزيارة، فإن مصادر روسية بارزة أكدت أن موسكو وكراكاس توصلتا خلال المناقشات إلى اتفاقات محددة، تشتري فنزويلا بموجبها عشرين منظومة دفاع جوي متطورة من طراز «تور- ام2»، ومئة دبابة من طرازي «تي-72» و «تي-90» وعدداً من طائرات الشحن «إيليوشين-76» بالإضافة إلى معدات عسكرية أخرى. وتصل القيمة الإجمالية للعقود التي سيوقعها الطرفان قبل نهاية عام 2009، نحو بليوني دولار. وأعرب نائب رئيس الوزراء الروسي إيغور سيتشين عن اعتقاده أن التعاون العسكري الفني بين الدولتين سيشهد تطوراً نوعياً خلال الفترة المقبلة. في غضون ذلك قال نائب الرئيس الفنزويلي رامون كاريساليس ان بلاده تعلق «أهمية كبيرة على التعاون العسكري مع روسيا نظراً إلى اتفاق كولومبيا والولايات المتحدة على إقامة سبع قواعد عسكرية في الأراضي الكولومبية بمحاذاة الحدود الفنزويلية»، ونوه بأن هذا يشكل خطراً على بلدان أميركا اللاتينية كلها. وسارت موسكو أمس، خطوة مهمة لمكافأة كراكاس التي اصبحت شريكاً عسكرياً وسياسياً مهماً لروسيا منذ عام 2005. وأعلن مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو أن بلاده ستقدم تسهيلات كبرى للفنزويليين على شكل قروض لتمويل شراء الأسلحة الروسية.