لم يكد يمضي أسبوع على مغادرة هناء حميدان المنطقة الشرقية، حتى عادت إليها مرة أخرى، ولكن لهدف مختلف، فهذه السيدة القاطنة في مكةالمكرمة، جاءت قبل نحو عشرة أيام، للتعرف عن قرب على مراسم عاشوراء في محافظة القطيف، برفقة مجموعة من الناشطات الاجتماعيات، إلا أنهن عدن أمس وأخريات، ولكن للمشاركة في تقديم واجب العزاء في «شهداء الدالوة». وقالت هناء ل «الحياة» أمس: «هذه الزيارة السريعة جاءت بمشاعر مختلفة، فإن كانت الأولى تشوق وترقب للمعرفة، فإن هذه جاءت بشعور الألم والواجب الإنساني، في شهداء راحوا ضحية هجوم إرهابي إجرامي». وانطلقت فكرة الزيارة الثانية، بعد أن كتبت هناء تغريدة عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بالتنسيق مع صديقتها الدكتورة هتون الفاسي، بعنوان «وفد مكة لصلة الأحساء»، لتنهمر عليها مئات التعليقات والاستشارات. وبعدها بدأت العمل والتنسيق لترتيب الزيارة. ولم تشأ سحر نصيف، المحاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أن يفوتها «الواجب الإنساني»، فما إن علمت بالرحلة، حتى سارعت إلى حجز تذكرة الطيران، قبل عشر ساعات من انطلاق الرحلة. وقالت ل «الحياة»: «شعرت أنني فقدت النوم. وبدأت أترقب موعد الذهاب». فيما لم تعبأ الدكتورة الفاسي، ب «التهديدات والتحذيرات التي وصلتني، وكنت مصرة على الحضور»، لافتة إلى أن الزيارة «محاولة لتدارك ما أنتجته الطائفية البغيضة، وإنقاذ فكرنا من المرض، الذي أوجده التطرف في المجتمع». وتابع الوفد، الذي تكون من 17 شخصاً، تشييع الجنائز. وزارت السيدات المرضى المنومين في مستشفى الملك فهد، الذين كانوا في «قمة الصبر والتحمل». فأحمد، الذي كسرت قدماه، قال: «أنا الآن في وضع أفضل». وبجواره وقف صديقه حسن، الذي قال ببراءة: «لم أصب، ولم أستشهد. ولكن أزور أصحابي المنومين في المستشفى يومياً». كما زارت السيدات، أسر الشهداء، لتقديم واجب العزاء. وهنا امتزجت أصوات السيدات بالبكاء والترحيب والثناء على هذه المبادرة التي «تؤكد تلاحم أبناء الوطن الواحد».