يغادر غداً الخميس عدد من الحافلات تحمل عدداً من أهالي الأحساء، متجهة إلى منطقتي حائل والقصيم، لتقديم واجب العزاء في «شهيدي الوطن» النقيب محمد العنزي، والعريف تركي الرشيد. وقال جاسم المشرف، وهو أحد منظمي الرحلة: «إن لجنة التشييع والعزاء في ضحايا جريمة الدالوة، جهزت حافلات لتقديم واجب العزاء في شهيدي الواجب اللذين قضيا في المواجهات الأمنية مع الإرهابيين». استقبل محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي، وفداً يضم أسر وذوي الشهداء وجرحى الحادثة. وقدم لهم العزاء ولأهالي الشهداء كافة. وتمنى للمصابين الصحة والعافية. فيما اُختتمت أول من أمس، مراسم العزاء في شهداء الحادثة، الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور وفود من مناطق عدة، ومن خارج المملكة. فيما شهدت خيمة العزاء توافد أعداد كبيرة من المعزين، من بينهم وفدان من سلطنة عمان ومملكة البحرين، وعدد من أعضاء مجلس الأمة الكويتي، وآخر نسائي من جدة، ووفد من «أرامكو السعودية»، ضم رئيس الشركة كبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح، ووفود قبلية من آل مرة، وبني خالد وبني يام. ووفد من الغرفة التجارية في الدمام، ورجال أعمال في المنطقة. وفي نهاية مراسم العزاء، شارك خمسة مصابين في الحادثة الإرهابية المعزين في بلدتهم الدالوة، وكانوا ضمن المستقبلين في العزاء، وذلك بعد خروجهم من المستشفى. بدوره، أكد والد الشهيد تركي الرشيد أن مصابه بولده كان «عظيماً»، ولكنه قال: «ألمي كان مضاعفاً للطريقة البشعة التي نفذت بها جريمة الدالوة، والتي راح ضحيتها ثمانية شهداء». وأضاف في رسالة نصية أرسلت عبر الموبايل وتمت قراءتها في مخيم العزاء على مسامع المعزين: «خفف عني مصابي بولدي موقف الأهالي أثناء تشييع الشهداء، إذ رفعوا صورة ولدي تركي في أكثر من موقع، مع زميله النقيب محمد العنزي»، مضيفاً: «إن هذه الالتفاتة هزتني من الأعماق، لأنها تجسد النبل واللحمة بين أبناء الوطن»، مقدراً مع عائلته هذه «اللوحة الجميلة التي رسمها الأحسائيون يوم التشييع المهيب، وذلك ليس بمستغرب على أهالي الأحساء»، مؤكداً فخره بأهالي الأحساء. إلى ذلك، غصت ممرات الدور الثالث في مستشفى الملك فهد بالهفوف، بعدد كبير من الزوار، من مواطنين ومقيمين، من داخل الأحساء وخارجها، لزيارة مصابي حادثة الدالوة. على رغم مرور أسبوع على الحادثة الإرهابية التي راح ضحيتها عدد من القتلى والمصابين. وفيما غادر المصابون المستشفى، بقي الطفلان أحمد ومهدي مع مرافقيهما، الذين يستقبلون الزوار كل يوم ويقدمون لهم الحلويات والقهوة العربية، ويشكرونهم على زيارتهم لأبنائهم. إلى ذلك، ثانية قامت لجنة «أصدقاء المرضى» مساء أول من أمس، بزيارة الأطفال وأمهاتهم. وقامت رئيسة اللجنة الفرعية النسائية ل «أصدقاء المرضى» وكيلة كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع في جامعة الملك فيصل رئيسة لجنة المشاغل النسائية في الغرفة التجارية الدكتورة صباح العرفج، وعضو لجنة أصدقاء المرضى المشرفة التربوية في إدارة نشاط الطالبات بإدارة التربية والتعليم شكرية الغدير، بزيارة المرضى من الأطفال والتحدث مع أمهاتهم، وتقديم الورود وهدايا من اللجنة لهم، متمنين لهم الشفاء العاجل والخروج من المستشفى في أقرب وقت. كما قامت اللجنة بزيارة مريضتي السمنة رحمة وحليمة، اللتين تم نقلهما قبل أسبوعين إلى المستشفى، بعد تشكيل لجنة من جهات حكومية، لتواصلا علاجهما في المستشفى. وأكدت العرفج أن «لجنة أصدقاء المرضى من واجبها زيارة المرضى»، مضيفة «نشجب هذه الحادثة الإرهابية. ونسأل الله أن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان».