تنادت المصارف الإسلامية في العراق إلى تنظيم نفسها، والعمل على تأسيس جمعية تلبي متطلبات المرحلة الحالية التي يمر بها الاقتصاد العراقي وأهمية الصيرفة الإسلامية في رفده بالنشاط والحيوية إضافة إلى التركيز على تنمية المنتجات المصرفية وتطويرها ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتأخذ دورها في معالجة البطالة والاستفادة من طاقات الشباب على نحو يعزز فرص التنمية والبناء. وقال عضو الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب المدير المفوض ل «المصرف الوطني الإسلامي»، صادق الشمري، في حديث إلى «الحياة» إن الصيرفة الإسلامية أصبحت لديها قاعدة واسعة على رغم حداثة نشاطها في العراق وحققت نجاحاتها على صعيد انتشارها في المحافظات مشيراًً إلى أن المجتمع العراقي يملك خبرات كبيرة في ميدان تفعيل المشاريع المتوسطة والصغيرة ما سيساعد المصارف الإسلامية على رفع إمكانات المحافظ الاستثمارية لجميع المصارف لتقدم القروض اللازمة لذلك تماشياً مع أهداف توسيع الخدمة المصرفية الإسلامية، بخاصة أن المحافظ الإقراضية للمصارف الإسلامية لتحفيز الطلاب المتميزين في الجامعات وأصحاب المعامل الصغيرة والحرف تصل إلى 25 بليون دينار حوالى (22 مليون دولار) وذلك ضمن برنامجها في تحقيق المسؤولية الاجتماعية والتنموية. وأعرب الشمري عن أمله في أن تتولى جمعية المصارف الإسلامية التي تضم تسعة مصارف، إضافة إلى نوافذ إسلامية في مصارف «الرافدين» و«الرشيد» و«النهرين» في أن تتولى الجمعية تحقيق مستوى أفضل في أداء القائمين على الصيرفة الإسلامية في العراق، إضافة إلى هدف التواصل مع نظيرتها في العالم، حيث باتت منتشرة في 57 دولة واستقطبت موجودات تزيد عن ثلاثة تريليونات دولار تتوافر حالياًً في أكثر من 600 مصرف في العالم وهي تشكل نسبة نمو سنوية تتجاوز 30 في المئة من الحصة السوقية للعمل المصرفي، ما يؤكد أن عمليات التمويل الإسلامي أصبحت تستقطب المزيد من اهتمام المجتمع الدولي ونشاطه الاستثماري. وأكد أن طموح الجمعية الأساسي سيتركز على تقديم أفضل الخدمات والمنتجات المصرفية لجميع المستفيدين عبر آليات التعاون والشراكة وعلى مستوى المحافظات والمناطق، خصوصاً أن الاقتصاد العراقي مقبل على مرحلة تنمية واسعة في جميع القطاعات الإنتاجية والخدمية ما يتطلب وجود آليات وسياقات آمنة لذلك، لافتاً إلى أن البرنامج الحكومي للخطة الخمسية 2014 - 2018، وفر بيئة جاذبة للقطاع الخاص للنهوض بدوره في تعزيز فرص التنمية، ما ساعد قطاع المصارف الإسلامية للشروع في تنظيم عملها من خلال تشكيل جمعية تعنى بتوسيع قاعدة نشاطها وتقديم أفضل الخدمات المصرفية لجميع المستفيدين، مضيفاً أن توجه الكثير من المصارف التجارية نحو فتح نوافذ إسلامية تابعة لها يعزز أهمية ما نذهب إليه من خطوات في هذا السياق. وأوضح الشمري أن أهداف «جمعية المصارف الإسلامية» ترمي إلى التواصل مع المنتجات المصرفية الدولية والعمل على وصولها إلى المصارف العراقية التي بدأت بالانتشار في المحافظات عبر آليات التعاون والشراكة، لافتاً إلى أن طموح الجمعية يهدف إلى الوجود في المدن عبر تقديم خدمات مصرفية متطورة لجميع المستفيدين، لا سيما أن الصيرفة الإسلامية وجدت ترحيباً واسعاً من جانب جميع المجتمعات الإسلامية وغيرها بعد النجاح الكبير الذي حققه خلال الفترة الأخيرة. وتابع على رغم حداثة التجربة في العراق، إلا أن مسيرة الصيرفة الإسلامية فيه تتجه نحو المسار الصحيح. وحول المحددات التي تواجه عمل الصيرفة الإسلامية حالياً لفت الشمري إلى أن أهمها يتمثل في عدم وجود قانون ينظم عملها وأنها تعتمد تعليمات «البنك» المركزي العراقي في إدارة شؤونها، ما يتطلب من الجمعية السعي إلى إقرار قانون خاص بالمصارف الإسلامية. وقال الشمري إن «الصيرفة الإسلامية في العراق تسعى من خلال مظلة جمعية المصارف الإسلامية إلى بلورة آليات عمل جديدة تستند إلى الخبرة التي تضطلع بها مخرجات الجامعات العراقية المختصة واعتمادها في فرص العمل التي تتوافر في المصارف».