سجلت العملة الروسية التي تتدهور بسبب الأزمة الأوكرانية وتراجع أسعار النفط، انهياراً أمس اختتمت به أسبوعاً أسود خسرت فيه أكثر من 10 في المئة من قيمتها. وحذر محللون من مصرف «في تي بي 24» في مذكرة من أن «الأسواق المالية الروسية على شفير وضع كارثي يهدد الاستقرار المالي». وتخطى اليورو في شكل غير مسبوق عتبة 60 روبل ليرتفع بعد ذلك بقليل إلى 60.27 روبل، فيما وصل سعر الدولار إلى 48.64 روبل. وخسرت العملة ربع قيمتها منذ مطلع العام مع هروب رؤوس الأموال بسبب الأزمة في أوكرانيا والعقوبات الغربية ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار. ومع تراجع أسعار النفط الذي يؤمن مع الغاز غالبية عائدات البلاد، اتخذ التراجع منحى كارثياً هذا الأسبوع مع خسارة العملة لأكثر من 10 في المئة من قيمتها. وازداد التراجع الأربعاء عندما أعلن المصرف المركزي خفض تدخله إلى 350 مليون دولار يومياً من أجل إبقاء الروبل من ضمن نطاق محدد مسبقاً، بعد تدخلات بالبلايين حتى الآن. إلا أن المصرف المركزي أكد مع ذلك أنه سيواصل التدخل في حال أي تهديد للاستقرار المالي. وفي الأسواق، قلص الدولار مكاسب مبكرة بعد تقرير جيد لكن دون المتوقع عن الوظائف غير الزراعية الأميركية التي زادت 214 ألف وظيفة في تشرين الأول (أكتوبر) ما خفض معدل البطالة إلى 5.8 من 5.9 في المئة. وكان خبراء توقعوا ارتفاع عدد الوظائف 231 ألف وظيفة. ولامس مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات أعلى مستوى له منذ حزيران (يونيو) 2010 عند 88.174 نقطة. وبلغ المؤشر في أحدث التعاملات 88.05 بارتفاع طفيف عن مستواه أول من أمس. وصعد المؤشر ما يقرب من 12 في المئة عن مستواه المنخفض الذي بلغه في أيار (مايو) مع تخلي «المركزي» الأميركي عن ضخ السيولة في السوق الشهر الماضي. واستقر الدولار أمام الين عند 115.20 ين بعدما بلغ أعلى مستوياته في سبع سنوات 115.52 ين أول من أمس. وتعرض الين إلى ضغوط حين فاجأ «بنك اليابان» (المركزي) الأسواق قبل أسبوع بتوسيع برنامجه التحفيزي. ونزل اليورو عن 1.24 دولار مقترباً من أدنى مستوياته في عامين بعدما جدد رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي أول من أمس تعهده باتخاذ الخطوات الضرورية لدعم اقتصاد منطقة اليورو. وبلغ سعر اليورو1.2390 دولار بعد تراجعها إلى 1.2364 دولار وهو أضعف مستوى لها منذ آب (أغسطس) 2012. وقفز الذهب أكثر من واحد في المئة في السوق الفورية إلى أعلى مستوى له في الجلسة عند 1157 دولاراً للأونصة بعد بيانات أميركية. وكان سعر الذهب بعد تداولات محدودة في بداية الجلسة نزل في العقود الأميركية الآجلة واحداً في المئة إلى 1130.40 دولار للأونصة، مسجلاً أدنى مستوى له منذ آذار (مارس) 2010 وسط أحجام تداول كبيرة. وارتفعت أسعار الأسهم الأوروبية بدعم من نتائج أعمال إيجابية لعدد من شركات الأسهم القيادية ومن بينها «أرسيلور ميتال» لصناعة الصلب. وزاد مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.2 في المئة إلى 1354.64 نقطة. وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني 0.2 في المئة بينما زاد مؤشر «كاك 40» الفرنسي 0.1 في المئة و»داكس» الألماني 0.4 في المئة. وزادت الأسهم اليابانية مع ضعف الين الذي عزز أسهم شركات التصدير بينما هبط سهم «تاكاتا كورب» لمكونات السيارات بعد تقارير عن قيام الشركة بمسح نتائج اختبارات تظهر وجود مشكلات في وسائدها الهوائية. وأغلق مؤشر «نيكاي» القياسي مرتفعاً 0.5 في المئة إلى 16880.38 نقطة لينهي الأسبوع صاعداً 2.8 في المئة. وارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.5 في المئة ليسجل 1363.67 نقطة في حين تقدم مؤشر «جيه بي اكس - نيكاي 400» بنسبة 0.6 في المئة إلى 12446.09 نقطة. وكانت الأسهم الأميركية صعدت عند الإغلاق أول من أمس وسجل مؤشرا «داو جونز» و«ستاندرد آند بورز 500» مستويات قياسية إذ لاقت السوق دعماً من علامات على أن البنك المركزي الأوروبي سيتخذ مزيداً من الإجراءات على مستوى السياسات إذا اقتضت الضرورة لدعم اقتصاد منطقة اليورو. وزاد مؤشر «داو جونز» الصناعي عند الإغلاق 69.87 نقطة أو 0.4 في المئة إلى 17554.4 نقطة. وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بواقع 7.63 نقطة أو 0.38 في المئة إلى 2031.2 نقطة. وقفز مؤشر «ناسداك» المجمع الذي يغلب عليه قطاع التكنولوجيا 17.75 نقطة أو 0.38 في المئة إلى 4638.47 نقطة.