واصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان لقاءاته أمس مع قادة دول عربية وأجنبية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبل ساعات قليلة من انعقاد الاجتماع الأول للمجموعة الدولية لدعم لبنان والتي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. والتقى سليمان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مبنى السفارة القطرية في نيويورك، ثم التقى الرئيس التركي عبدالله غل ثم الرئيس الإيراني حسن روحاني. وكان سليمان اكد في كلمة ألقاها امام الجمعية العمومية فجر امس بتوقيت بيروت، ان اللبنانيين سيواصلون «من طريق الحوار، تطوير نظامهم السياسي وتحسين ممارستهم الديموقراطية وما يستوجبه ذلك من توافق على قانون انتخاب عصري جديد، وتوضيح لآليّات الحكم، من دون تعطيل جوهر الصيغة الميثاقيّة والتوافقيّة التي قام عليها لبنان، والتي تقضي بالمشاركة المتكافئة والمتوازنة لجميع مكوّنات المجتمع في إدارة الشأن العام»، لافتاً الى ان «البند «ي» من مقدمة الدستور يعتبر «أن لا شرعيّة لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك»، وقال: «كما سيتوجب عليهم العودة إلى التزام «إعلان بعبدا» القاضي بتحييد لبنان عن التداعيات السلبيّة للأزمات الإقليميّة وعن سياسة المحاور والتوافق على استراتيجيّة وطنيّة للدفاع حصراً عن لبنان في وجه عدوانيّة إسرائيل وتهديداتها المستمرّة، والانتهاء من إقرار التدابير الإداريّة والقانونيّة الكفيلة بالاستفادة من ثروتهم وحقوقهم السياديّة في حقول الغاز والنفط التي تختزنها مناطق لبنان البحرية». ورأى ان اللبنانيين «بحاجة الى مواكبة ودعم من الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة التداعيات السلبيّة للأزمات والمشكلات الخارجيّة التي لا شأن لهم بها، والتي تتهدّد مع ذلك أمنهم واستقرارهم وتؤثّر سلباً في أوضاعهم الاقتصاديّة». وعدد «أبرز التحديات الإقليمية التي تنسحب سلباً على لبنان»، متوقفاً عند «تداعيات الأزمة السوريّة». وقال: «على رغم قرار النأي بالنفس الذي توافقت عليه هيئة الحوار الوطني من خلال «إعلان بعبدا»، والذي أصبح وثيقة رسميّة من وثائق الأممالمتحدة، تورّط بعض الأطراف اللبنانيّة المتعارضة، في النزاع الدائر على الأراضي السوريّة. وتعرّضت الأراضي اللبنانيّة لخروق واعتداءات من الجانب السوري للحدود. وتزامن هذا التورّط مع تفجيرات إرهابيّة طاولت المدنيين، وخصوصاً في ضاحية بيروت الجنوبيّة وطرابلس، أودت بحياة عشرات المدنيين وتسبّبت بإيذاء المئات». ولفت الى ان «العبء الأكثر إلحاحاً وحجماً، وبدأ يأخذ طابعاً وجوديّاً، ناتج من التنامي غير المسبوق لأعداد اللاجئين الوافدين من سورية، بما يفوق طاقة لبنان وقدرته على الاستيعاب، وبات عددهم يفوق ما نسبته ربع عدد سكان لبنان، وبما أنّه لا يمكن إلزام الأوطان، كما الأفراد، بالمستحيل، يهمّني أن أجدد طلب دعم دولكم للمقترحات التي سبق وتقدّمت بها لتخفيف هذا العبء المتفاقم». وطالب ب «توفير المبالغ والإمكانات البشريّة والماديّة الكافية، لتأطير وتنظيم وجود اللاجئين السوريين وتلبية حاجاتهم، علماً أنّه لم يتم الإيفاء بالالتزامات التي تمّ التعهّد بها في اجتماع الدول والهيئات المانحة في الكويت إلا بصورة جزئيّة؛ وتعزيز أطر ومساحات إيواء النازحين في مناطق آمنة داخل الأراضي السوريّة بالذات، والموافقة على عقد مؤتمر دولي خاص بموضوع اللاجئين السوريين، يباشر البحث في سبل تقاسم الأعباء والأعداد بين الدول، من منطلق المسؤوليّة المشتركة. والاجتماع الموسّع في جنيف في 30 الجاري خطوة إيجابيّة في هذا السبيل، وتقديم الدعم من كل الدول المعنيّة والقادرة لأعمال «لجنة الدعم الدوليّة الخاصة بلبنان»، التي أدرجت قضيّة اللاجئين في سلّم أولوياتها، بانتظار إيجاد الحلّ السياسي الذي ننشده للأزمة السوريّة». القرار 1701 ورأى ان التحدّي «الأساس لا يزال ناتجاً من تداعيات الصراع العربي -الإسرائيلي، وتمادي إسرائيل في احتلالها وممارساتها التعسّفيّة وفشل المجتمع الدولي في إيجاد حلّ عادل وشامل لمختلف أوجه هذا الصراع، خصوصاً بما أفرزه من مشكلة لاجئين في الدول المجاورة المضيفة، وخصوصاً في لبنان، لذا يدعو لبنان تأميناً لمصالحه الوطنيّة، وتحقيقاً للعدالة والسلام ومقاصد شرعة الأممالمتحدة وقراراتها الملزمة، إلى مواصلة العمل على فرض تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، بما يضمن تثبيت قواعد الاستقرار والأمن في الجنوب والمساهمة ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وثني إسرائيل عن خروقها اليوميّة للسيادة. وهذا ما تسعى «يونيفيل» الى تحقيقه بالتعاون مع الجيش اللبناني». الحل السلمي لسورية وطالب ب «تزخيم السعي لإيجاد حلّ سياسي متوافق عليه للأزمة السوريّة يحفظ وحدة سورية وحقوق أبنائها وجميع مكوّنات شعبها وحريّاتهم الأساسيّة»، مشيراً الى ادانة لبنان «استعمال الأسلحة الكيماويّة ومطالبة الأممالمتحدة، ومن ضمنها مجلس الأمن، بواجب مساءلة المرتكبين. ويمكن التفاهم الأميركي-الروسي الأخير في شأن هذه الأسلحة أن يكون مدخلاً نحو الحلّ السلمي المتكامل المنشود». وجدد ادانة لبنان «أيّ اعتداء يطاول الأماكن المقدّسة في أيّ مكان من العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط مهد الديانات السماويّة، وما تعرّضت له بلدة معلولا السوريّة التاريخيّة». وطالب ب «تشجيع الدول الإقليميّة المؤثّرة على وعي أهميّة تحييد لبنان عن الصراعات، وعدم فائدة إقحامه في سياسة المحاور وما قد تتسبّب به من توتّر وتباعد بين المذاهب والطوائف. وتشجيع هذه الدول على تقديم دعم فعلي لمضمون ومقاصد «إعلان بعبدا»، ولنهج الحوار والتوافق، كمثل الدعم الذي تعهّد مجلس الأمن تقديمه». وحض سليمان على «الدفع في اتجاه إيجاد حلّ عادل وشامل لقضيّة الشرق الأوسط وجوهرها قضيّة فلسطين». وأكد ان لبنان «سيرفض أيّ تسوية تسمح بتوطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه». دعم النازحين ولبنان وعشية اجتماع المجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان في نيويورك اعلن البيت الابيض بعد لقاء سليمان مع الرئيس الاميركي باراك اوباما، تقديم مساعدة جديدة للجيش اللبناني بقيمة 8.7 ملايين دولار، بعدما اعلن اوباما من على منبر الاممالمتحدة صرف 74 مليوناً للبنان من ضمن 340 مليون دولار اضافية كمساعدات للنازحين من جراء الحرب في سورية. وأعلنت الخارجية الروسية أمس ان وزير الخارجية سيرغي لافروف، أكد خلال لقاء أجراه مع المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، استعداد الجانب الروسي مواصلة تقديم المساعدات من أجل تحسين الظروف المعيشية للاجئين والنازحين السوريين، واعداً بتقديم موسكو 10 ملايين دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان والأردن. السفير شديد وكان ورد خطأ في خبر «الحياة» عن اجتماع سليمان - اوباما ان بين الحضور سفير لبنان لدى واشنطن نواف سلام، والصحيح انه السفير انطوان شديد، ورئيس بعثة لبنان لدى الاممالمتحدة السفير نواف سلام.