واصلت القوات العراقية تقدمها في مدينة بيجي شمال بغداد على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وباتت تسيطر على غالبية أنحاء هذه المدينة القريبة من أكبر مصافي النفط في البلاد، وفق ما أفادت مصادر عسكرية وكالة "فرانس برس" اليوم الجمعة. وقال ضابط رفيع في قيادة عمليات محافظة صلاح الدين حيث تقع بيجي، إن "قواتنا أكملت منتصف نهار اليوم السيطرة على كل الأحياء الواقعة في جنوب وشرق وغرب بيجي وباتت على بعد أقل من كيلومترين من مصفى بيجي". وأوضح أن القوات العراقية تسيطر حالياً "على أكثر من سبعين في المئة" من المدينة الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شمال بغداد، مشيراً إلى مقتل العشرات من المسلحين خلال اشتباكات اليوم. وأشار المصدر إلى مواصلة عمليات "تطهير" مناطق في شمال المدينة. وأكد ضابط برتبة عميد في الجيش تحقيق "تقدم كبير" في بيجي، والسيطرة على القسم الأكبر من المدينة ورفع العلم العراقي فوق مبانٍ مهمة بينها مديرية الشرطة. وكانت القوات العراقية اقتحمت المدينة في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، وتمكّنت من استعادة السيطرة على حيّين في جنوبالمدينة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ أشهر. وتضمّ بيجي العديدَ من المناطق المفتوحة صحرواية و زراعية، وتعد ذات كثافة منخفضة من خلال الأبنية المتباعدة عن بعضها بعضاً. وتقع المدينة إلى الشمال من مدينة تكريت شمال بغداد، مركز محافظة صلاح الدين التي يسيطر عليها "داعش"، وعلى الطريق المؤدية إلى مدينة الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم خلال الهجوم الكاسح الذي شنّه في حزيران (يونيو). ويمكن إعادة السيطرة على بيجي أن تمهد الطريق للقوات العراقية لشنّ عملية عسكرية لاستعادة مدينة تكريت، وفكّ الطوق الذي يفرضه المتطرّفون على مصفاة "بيجي"، حيث تتعرض القوّات التي تتولى حمايتها لهجمات متكررة من "الدولة الإسلامية".