بحسب ما قرأته في الصحف العربية، فإن اتحادات القدم الخليجية مستاءة من إطلاق الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في موقعه الإلكتروني مسمى «الخليج الفارسي» على منطقة دول الخليج العربي بدلاً من المسمى السابق «الخليج العربي». خلاصة الأخبار أن الاتحادات الخليجية سترسل رسالة شديدة اللهجة إلى «فيفا» تحتج فيها على هذا التصرف المشين. شعرت بإحباط شديد عندما علمت بالخبر، ليس من تصرف «فيفا» بل من رد الفعل الغريب للاتحادات الخليجية، تأكد لي الآن بأننا كخليجيين بعيدون كل البعد عما يجري حولنا في المجال الكروي. اليوم نكتشف حجم علاقتنا بالمؤسسات الرياضية العالمية. مسألة اكتشاف تبديل المسميات في الموقع الإلكتروني أمر مدهش للغاية، تدل على جهلنا بالمعلومات وسوء البحث، وبالتالي نتعامل بسطحية مع القضايا. «فيفا» لم يستخدم مسمى «الخليج العربي» عندما يصف المسطح المائي الذي يجمع دول الخليج العربي وإيران على الأقل منذ 2003 حتى الآن. ولسبب منطقي وهو أن منظمة الأممالمتحدة اعتمدت هذه التسمية رسمياً منذ التسعينات باللغة الإنكليزية وبعض اللغات الأخرى، فيما تستخدم «الخليج العربي» باللغة العربية فقط. وليبتعد عن المشكلات يعتمد «فيفا» اختيار المسمى المعتمد لدى الأممالمتحدة، لكن هذا لا يمنع من استخدامه لتسمية «الخليج العربي». هذا الأمر معلوم للمتابعين هذه المؤسسة الكروية الكبرى! رد فعل اتحادات القدم الخليجية أحبطني كثيراً، فإذا كانت وسائل الإعلام تجهل هذه المعلومة، فمن المفترض ألا تنجر الاتحادات التي تضم خبراء وكفاءات ومؤهلين ومستشارين وراء معلومة غير صحيحة، فهذا أمر مثير للسخرية! أستغرب كيف ننظم بطولات عالمية وقارية ولا نعرف هذه المعلومة؟ هل يقرأ مسؤولو اتحادات القدم الكتيبات التي تصدر من «فيفا» في البطولات العالمية؟ إنهم يكتبون «الخليج الفارسي».. أي أن الحكاية ليست مقتصرة على موقع إلكتروني فقط! المؤلم في هذه الحكاية أننا كخليجيين متناقضون جداً! نحن طمسنا بأنفسنا الهوية العربية لهذا المسطح المائي منذ منتصف القرن الماضي. ذكرت في مقالة سابقة أن طائرات شركة «طيران الخليج» كانت ولا تزال تحلق في سماء دول العالم من دون أن تروج للهوية العربية للخليج، وأن بعض نسخ كأس الخليج العربي كانت شعاراتها تحمل مسمى «كأس الخليج» تترجم بالإنكليزية (The Gulf Cup)! إذا كنا نحن لا نحترم التسمية، فكيف نطالب «فيفا» بأن تحترمها؟ كتبت سابقاً عن تسمية دوري المحترفين الإماراتي بمسمى دوري الخليج العربي، وأشعر بالفخر والاعتزاز بأن دولتي أقرت هذه التسمية لتثبيته ليكون عنواناً للانتماء إلى منطقتنا العزيزة على نفوسنا نحن أبناء الخليج العربي. هذا ما نستطيع فعله حالياً، تسويق وترويج مسمى «الخليج العربي» للعالم حتى يعرفوننا به. أما في احتجاجنا الحالي يجب أن نكون منطقيين من دون أن يجرنا جهلنا إلى واقع نرضى به غصباً، فلا نجد ذريعة نقدمها للشارع الرياضي الخليجي سوى أن «فيفا» تحابي إيران وأصبح فارسي! [email protected] @MansourAD