قيل في معرض الحديث عن الخلاف على اسم «الخليج العربي»، أن من المرجح أن اسكندر المقدوني أطلق على هذا المسطح المائي «بحر فارس»، وبرر بعض المؤرخين سبب تسميته بذلك أن اسكندر في طريق عودته من الهند إلى مقدونيا كان يسير في الجانب الشرقي من هذا المسطح، ولم ينظر إلى يساره ليتعرف على الجانب العربي، لذا أطلق هذا المسمى. هو تحليل مثل بعض التحليلات التي تقول إن تسمية «بحر فارس» كانت في زمن داريوس الأول، ملك فارس (521-486 قبل الميلاد)، على رغم أن التاريخ يثبت أن دارويس كان مهتماً باليابس أكثر، وقضى معظم حياته في حروب مع جيرانه اليونان ومقدونيا ومناطق في آسيا، ولم يثبت تاريخياً أن الفرس استخدموا هذا المسطح المائي في حروبهم آنذاك! لكن التاريخ الموثق يثبت أن العرب أسموا هذا المسطح المائي بمسميات عربية مختلفة، وتحديداً اسم «الخليج العربي»، كان الأكثر تداولاً قبل أن يعرف بمسمى «الخليج الفارسي»، لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في البلدان العربية بينما تطل إيران على الثلث الباقي، حتى إن السواحل الإيرانية المطلة على الخليج كان يقطنها - إلى عهد قريب - قبائل عربية على طول الساحل. الإيرانيون أنفسهم يذكرون بتفاخر أن من يسكن سواحلهم غير فارسيين! الغريب جداً أن هذا الخلاف المزمن ينتهي بخاتمة غير إيجابية، المؤلم أننا لم نعط هذا الخليج هويته العربية، منذ خمسينات القرن الماضي وطائرات شركة طيران الخليج تحلق في سماء دول العالم من دون أن تروج للهوية العربية للخليج. بعض نسخ دورة كأس الخليج العربي كانت شعاراتها تحمل الاسم العربي المطلوب، لكن تترجم بالإنكليزية (The Gulf Cup)! نحن أبناء «الخليج العربي»، نعتبر المسمى بالنسبة إلينا حقاً من حقوقنا، بصرف النظر عن الحكم الجائر من منظمات عالمية تصرّ على طمس الهوية العربية لخليجنا. وعليه، يجب أن نثبت هذا المسمى، ونركز الهوية العربية لهذا المسطح المائي، من أجلنا ومن أجل أبناء الخليج العربي. لذلك، أجزم بأن مبادرة لجنة دوري المحترفين الإماراتية بإطلاق مسمى دوريها المحترف بمسمى «دوري الخليج العربي»، نال استحسان أبناء الخليج أجمع، قال رئيس اللجنة محمد الرميثي إن هذا المسمى جاء وفاء للخليج العربي الذي يعتبر مصدر الخير لدول الخليج العربي، وكرة القدم تدين بالعرفان لهذا الشريان العربي الأصيل، والتي تعتبر رسالة للخليج وأهل الخليج، كانت كلمات جميلة لم يقاطعها سوى التصفيق المستمر دليلاً على التأييد. وهذا ما نتوقعه من الخليجيين أجمع، الإسهام في الترويج لهذا المسمى، على الأقل يجب على وسائل الإعلام العربية أن تنسى مسمى «دوري المحترفين الإماراتي» أو غيره، لأنهم سيسهمون في تثبيت هذا المسمى، وسيكون عنواناً للانتماء إلى منطقتهم العزيزة على نفوس أبناء الخليج العربي. تساءل أحد الأصدقاء عن احتمالية احتجاج الاتحاد الآسيوي على المسمى، فذكرت له بأن الدوري الإيراني يسمى «دوري الخليج الفارسي» منذ أغسطس 2006. وللأسف، في قرعة دوري أبطال آسيا يذكر الاسم، ولم يعترض عليه أحد! حتى إن شعار الدوري الإيراني مستفز جداً، ولا يتحدث عنه أحد! لا يجب أن نتغاضى عن هذا الأمر، وأن نتصرف كما فعل اسكندر المقدوني عندما أدار نظره إلى الجانب الشرقي من الخليج العربي، فسماه كما نظر له، دورنا أن نُري العالم الجانب الغربي من هذا المسطح المائي. [email protected] MansourAD@