دبي - رويترز - افتتح مترو دبي وهو أول خط للمترو في دولة خليجية عربية للجمهور اليوم الخميس محدثا جلبة في مدينة لم تحظ بالكثير لتحتفل به في أعقاب الأزمة المالية العالمية.ويأتي خط المترو الذي خطط له أثناء ذروة الازدهار الاقتصادي في دبي وافتتح في حفل ساحر أذيع تلفزيونيا في جميع دول الخليج في وقت تعاني فيه الإمارة من التباطؤ الاقتصادي وانخفاض سكانها بعد خفض آلاف الوظائف.وقال مواطن إماراتي "لن أستقل سيارتي بعد الآن أبدا... إنه حلم تحقق."والمترو هو انجاز آخر لإمارة دبي التي صنعت لنفسها اسما في أوج طفرة اقتصادية بفضل عائدات النفط من خلال مشروعات بنية تحتية فخمة منها أعلى برج في العالم وجزر صناعية صممت على شكل نخيل.وافتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي المترو ليل امس الاربعاء وسط انطلاق الالعاب النارية في مراسم بثت تلفزيونيا عبر الخليج. وقال "هذا انجاز لجميع العرب."ولكن خط المترو جاء متاخرا كثيرا للتعامل مع الازدحام الذي بني لتخفيفه ومن غير المرجح أن يشهد مستويات الركاب التي توقعتها دائرة النقل للمرحلة الاولى من المشروع والتي تبلغ 3500 راكب في الساعة.وافتتحت المرحلة الاولى من القطار السريع المسماة بالخط الاحمر اليوم الخميس بتشغيل عشر محطات من أصل 29 محطة. وسيبدأ تشغيل المزيد من المحطات في مجموعات خلال الأشهر القادمة ومن المتوقع افتتاح خط ثان العام القادم.وبينما ركزت دبي على تطوير قطاعات العقارات والسياحة والبنوك لتصبح مركز التجارة والسياحة في الشرق الأوسط لم يحظ قطاع النقل العام باهتمام مماثل فتأخر كثيرا.ولا زالت المدينة تعتمد بشكل كبير على السيارات التي تستهلك كمية كبيرة من الوقود بمعدل ثلاث سيارات في المتوسط لكل أسرة بينما تحاول وسائل النقل العام والتي تتمثل في الحافلات في الأساس خدمة العاملين ذوي الاجور المتدنية الذين يشكلون أغلبية السكان ويبلغ متوسط اجورهم 800 درهم (217.8 دولار) شهريا.ومن المتوقع أن يصبح المترو الذي يقدر أن يتكلف 28 مليار درهم (7.62 مليار دولار) أو أكثر بحوالي 80 في المئة من الخطة الأصلية اطول نظام سكك حديدية بلا سائق في العالم.وربما يثني سعر تذكرة المترو الذي يصل إلى 1.76 دولار البعض عن استخدامه بينما ستقنع فكرة قطع موقف للسيارات سيرا على الأقدام في حر الصيف القائظ في دبي حيث تقترب درجات الحرارة من 50 درجة مئوية الآخرين بالعدول عنه.ويستمتع الكثير من السكان الذين يشكلون الطبقة الوسطى حديثة الثراء في دبي بقيادة سيارات فارهة أو باستئجار من يقودها لهم مما قد يجعل المترو في نظر الكثيرين وسيلة مواصلات لطبقة العمال. وبعد انتهاء حفل الافتتاح أسرع الحاضرون لركوب سياراتهم.ووسط زئير محركات السيارات الرياضية قال ضيف بارز وهو يقف في انتظار سيارته المرسيدس إن المترو مشروع مبهر ولكنه مشروع للمستقبل.