كشف وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة عن تسجيل وزارته عمليات «وقاية نوعية» للتجمعات البشرية في مكةالمكرمة خلال موسم العمرة في رمضان الماضي، على رغم ظهور تحديات صحية على مستوى العالم مثل فايروس كورونا، وأنفلونزا الطيور وغيرهما. وقال وزير الصحة خلال افتتاحه المؤتمر الثاني الدولي لطب الحشود والتجمعات البشرية أمس، بحضور 15 وزيراً للصحة من دول عربية وإقليمية ودولية، إن المملكة تمكنت بتجربتها الطويلة في مجال الصحة وطب الحشود من التعامل بسرعة وإيجابية مع الطوارئ والمستجدات والمتغيرات المفاجئة التي تواجهها، موضحاً أن المملكة تستشعر مسؤوليتها تجاه الحشود الكثيفة التي تفد إليها في مواسم الحج والعمرة من أنحاء العالم كافة، وبذلك بافتتاح وزارة الصحة البرنامج العلمي والتدريبي المخصص للدبلوم السعودي لصحة وطب الحشود والكوارث ومدته عام، تزامناً مع إنشاء المركز العالمي لطب الحشود المتعاون مع منظمة الصحة العالمية. وأوضح الدكتور عبدالله الربيعة أن المملكة متفائلة بخلو موسم الحج المقبل من حالات الإصابة بفايروس «كورونا» الذي تسبب في وفاة 49 شخصاً منذ انتشاره قبل عام. وأكد حرص المؤتمر والذي يستمر يومين، على الاستفادة من المختصين المشاركين والاطلاع على تجاربهم العالمية والعملية التي سبق التعامل معها في ظروف مشابهة، لافتاً إلى أن المؤتمر يتزامن مع قرب موسم الحج، وسط مخاوف صحية وفي مقدمها فايروس كورونا النمطي، وغيره من الفايروسات والأمراض. وشدد وزير الصحة على ضرورة تطبيق المنهج العلمي المبني على الأدلة والبراهين الملتزمة بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الصحية العالمية وفي مقدمها منظمة الصحة العالمية، وفق مبدأ الشفافية. وذكر أن المملكة تولي اهتمامًا للقضايا العصرية، وبخاصة ما يتعلق بسلامة الحجاج والمعتمرين، تحرص دوماً على وقاية الحجاج والمعتمرين من أي أمراض أو عدوى. وأشار إلى أن المملكة تدير أكبر تجمع بشري في نطاق جغرافي وزمني محددين. من جهته، أوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش أن الوزارة ممثلة في وكالة الصحة العامة هي المسؤولة عن البرنامج الوقائي في الحج والعمرة، وتعمل على تحقيق هدفها بتقديم الخدمات الصحية للحجاج، مشيراً إلى أن الأجهزة الصحية في المملكة لم تسجل أي حال محجرية وبائية لنحو200 ألف حاج وحاجة قدموا إلى المملكة حتى الآن. وبيّن الدكتور ميمش أن وزارة الصحة أجرت دراسات موسعة مع الهيئات العلمية داخل المملكة وخارجها لوضع إجراءات وقائية واشتراطات صحية توزع على دول العالم كافة ليطلع عليها الحاج قبل قدومه إلى البلاد. وأشار إلى أن مسببات الأمراض المعدية تمثل أكبر تحديات التنمية في القرن ال21 على المستوى العالمي، لاسيما في وجود التجمعات البشرية، ومنها أمراض الحمى المخية الشوكية والأنفلونزا والكوليرا والحميات النزفية، إضافة إلى مرض السل الذي سجل ارتفاعاً ملحوظاً في الأعوام الأخيرة، ومرض السارس وعدوى أنفلونزا الخنازير في العام 2009، وفايروس الكورونا في العام 2012. وقال إن تضافر الجهود بين دول العالم للتوعية الصحية من الأمراض المعدية، وتبادل المعلومات والخبرات يحقق المصلحة العامة للدول كافة، مشيراً إلى أن المملكة نظمت المؤتمر استشعارًا منها بأهمية مجابهة التحديات، خصوصاً مع اقتراب موسم الحج.