شرعت منظمة التحرير الفلسطينية في اتخاذ سلسلة خطوات سياسية لمواجهة الاجراءات الاسرائيلية الجديدة في المسجد الأقصى المبارك في القدس، فيما دعت حركة «حماس» الى هبة شعبية اليوم الجمعة «دفاعاً» عن المسجد الذي يتعرض الى اقتحامات متواصلة من الشرطة والمتدينين اليهود. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور نبيل شعث ان بعثة فلسطين في الأممالمتحدة قدمت طلباً الى مجلس الأمن للبحث في «الاعتداءات» الاسرائيلية على المسجد، مطالبة المجلس باتخاذ قرار ينص على وقف كل الاجراءات والتغييرات التي تجريها السلطات الاسرائيلية في المسجد. واضاف ان الرئيس محمود عباس سيقوم بجولة عربية قريباً الى المملكة العربية السعودية ومصر والاردن والمغرب لبحث ما يتعرض اليه المسجد الأقصى من اعتداءات وسبل التصدي لها. ويتولى الاردن الرعاية الرسمية للمسجد الأقصى، فيما يتولى المغرب رئاسة لجنة القدس التي اوكلت لها الدول العربية والاسلامية القيام بمشاريع لحماية القدس والمقدسات الاسلامية فيها. وقال شعث ان ما يتعرض اليه الأقصى يتطلب عقد قمه عربية عاجلة. ورجح ألا تقوم الادارة الاميركية باستخدام حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار الفلسطيني لانه يطالب بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد وعدم ادخال أي تغييرات عليه، ما يتماثل مع الموقف الاميركي. توتر في القدس وشهدت مدينة القدس ومناطق عديدة من الضفة الغربية أمس مواجهات مع قوات الجيش والشرطة الاسرائيلية احتجاجاً على قيام الشرطة باقتحام المسجد الاقصى اول من امس ووصولها الى محراب المسجد للمرة الاولى منذ احتلال المدينة عام 1967. وانتشرت الشرطة الاسرائيلية بكثافة في ارجاء القدس، ومنعت أمس النساء من كافة الاعمار، والرجال ممن تقل أعمارهم عن ال45 عاماً، من الدخول الى المسجد، واحتجزت بطاقات المصلين في نقاط التفتيش المقامة على بوابات المسجد لضمان عودتهم فور انتهاء الصلاة. وسمحت الشرطة في المقابل لمتدينين يهود بالدخول الى باحات الاقصى اثناء فترة السياحة الاجنبية التي تجري بين فترات الصلاة. وقال شهود ان المتدينين اليهود دخلوا الى باحات المسجد عبر مجموعات صغيرة متتالية من باب المغاربة. وانتشر حراس المسجد في الساحات لمنع المتدينين اليهود من اقامة طقوس دينية في باحات المسجد الذي يدّعون انه قائم على انقاض «الهيكل الثالث» المزعوم. واعتصمت النساء الممنوعات من دخول المسجد وطالبات مصاطب العلم في المسجد امام البوابات احتجاجاً على منعهن من الدخول. وقام العاملون في الأوقاف الاسلامية ومتطوعون أمس بإزالة آثار اقتحام الشرطة الاسرائيلية للمسجد الأقصى اول من امس. وقال العاملون في الأوقاف انهم ازالوا عشرات القنابل الصوتية وأصلحوا الاضرار التي لحقت بمرافق المسجد ومنبر صلاح الدين، ومحراب الصلاة. هبة «حماس» من جانبها، دعت حركة «حماس» إلى «هبة وطنية شاملة» في محافظات الضفة بعد صلاة الجمعة «دفاعاً عن المسجد الأقصى ولصد العدوان الصهيوني المتواصل عليه». وقالت في بيان لها: «فليكن يوم غد (اليوم) الجمعة يوماً مشهوداً في تاريخ مسيرة النضال الفلسطيني حفاظاً على حقوقنا في القدس، وتمسكاً بثوابتنا التي تضع المسجد الأقصى في مقدمة اعتباراتها». ودعت أبناءها وأنصارها وجماهير الشعب الفلسطيني إلى «تفجير المواجهة» مع جيش الاحتلال والمستوطنين، وإلى استخدام «أدوات المقاومة المتاحة». حادث دهس الى ذلك، سلّم الفلسطيني همام المسالمة نفسه الى السلطات الاسرائيلية امس بعدما دهس ثلاثة من الجنود الاسرائيليين ليل الاربعاء - الخميس، جراح أحدهم خطيرة. وكانت السلطات عثرت على الشاحنة التي استخدمت في دهس الجنود الثلاثة قرب مدينة الخليل، وكشف هوية سائقها، واعتقلت صباح امس عدداً من المواطنين، بينهم والد المسالمة وأقارب له، قبل ان يسلم نفسه. وفي وقت لاحق امس، اعلن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى أن دهس الجنود قرب مخيم العروب في الخليل مساء أمس، كان حادث طرق وليس عملية دهس متعمد. ونقل موقع «واللا» الالكتروني عن المسؤول الأمني قوله إن التحقيقات الأولية والقرائن الميدانية تظهر أن الحديث لا يدور عن عملية دهس وإنما عن حادث طرق، وأن سائق السيارة الذي دهس الجنود فر من المكان. ووفقاً لجيش الاحتلال، فإن المسالمة قال عندما سلًم نفسه: «أنا الذي دهست الجنود الثلاثة أمس». واعتبرت وزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني امس ان حوادث الدهس شرقي القدس «شهادة واثبات مؤلم لضرورة اتخاذ خطوات وبذل الجهود من اجل التوصل الى إتفاق سلام». ودعا بيان صادر عن موغيريني الاطراف الى «التصرف بمسؤولية وإظهار ضبط النفس، وعدم زيادة الاشتعال في الوضع المشحون والمتوتر» . واضاف ان هذه الطريق هي الوحيدة القادرة على هزم اعداء السلام وتوفير الامن للجميع. اردوغان يهاتف عباس كما تلقى الرئيس الفلسطيني ليل الأربعاء - الخميس اتصالاً هاتفياً من الرئيس رجب طيب أردوغان اطمأن خلاله على الأوضاع في مدينة القدس، خصوصاً في المسجد الاقصى، وأكد دعم تركيا لخطوات عباس في مجلس الأمن ضد الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية في المسجد.