من على الساحل السعودي الغربي، وفي محافظة ينبع (200 كيلومتر جنوبالمدينةالمنورة)، التي يخترقها طريق المدينةالمنورة - مكةالمكرمة القديم، يقع «درب الحاج» الذي يعتبر بداية الطريق البري لحجاج شمال أفريقيا إلى الأراضي المقدسة في الجزيرة العربية، ويعده مؤرخون محطة برية كبرى لخدمة الحجاج. (للمزيد) وعلى رغم التكهنات حول عمر الطريق البري العتيق، إلا أن متخصصاً في علم الاجتماع أكد أن رحلة قافلة حجاج مصر لعام 1884 كانت آخر القوافل مروراً بالطريق التاريخي المعروف محلياً ب«درب الحاج»، معللاً انقطاع مرور الأقدام وأخفاف الإبل على الطريق بتحويل محطة سفر حجاج مصر إلى السفر بحراً من ميناء السويس إلى جدة على متن السفن البخارية والشراعية. إلا أن الطريق المعطل منذ 129 عاماً سيعود للنبض من جديد عبر سباق ماراثوني للتحمل تنظمه لجنة السياحة في ينبع، لإحيائه من جديد كونه أحد أهم المعالم التاريخية والدينية بالنسبة إلى سكان ينبع وقراها. ففي المحافظة الساحلية والزراعية سينطلق مئات المشاركين في كرنفال رياضي سيراً على الأقدام في سباق للتحمل قرابة 16 كيلومتراً في جزء محدد من درب الحاج التاريخي، مروراً بعدد من الآبار التاريخية، للتنافس على الحصول على مراكز متقدمة، والظفر بجوائز المهرجان للمتنافسين. ويشير مؤرخون إلى أن أول من رصف «درب الحاج» بالأحجار هو أمير الحج المصري في العصر العثماني رضوان بك الفقاري، الذي تولى إمارة الحج المصري فترة طويلة امتدت من 1038 إلى 1065ه، وعمد إلى إصلاح هذا الجزء من الطريق، وتنظيفه من الأوعار، لاسيما الوعرات السبع التي تقع بين نبط وينبع، التي كانت مجهدة للحجاج، وموجعة للجمال والرجال.