اصطدمت التقارير والإحصاءات المالية التي عرضتها رابطة دوري المحترفين السعودي على أعضائها «ممثلي أندية الدرجة الممتازة»، برفض عدد من الأعضاء لها والتي تتعلق بآلية توزيع عوائد حقوق النقل التلفزيوني ورعاية الدوري من شركة «عبداللطيف جميل» والشركات الراعية الأخرى، كذلك لم تجدِ التقارير الإحصائية للعوائد المالية لدوريات إنكلترا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا التي استعانت بها رابطة الدوري في اجتماعها أول من أمس، بالدمام نفعاً في ظل رفض رئيسي الفيصلي والتعاون فهد المدلج ومحمد القاسم آلية توزيع حصص الأندية والتي وصفهاها ب«المجحفة في حق الأندية الصغيرة»، مؤكدين أنها تصب في مصلحة الأندية الكبيرة، وأعلنا عن تعليق عضوية الناديين في مجلس إدارة الرابطة. ويأتي الخلاف بعدما حلت شركة «عبداللطيف جميل المتحدة للسيارات» مكان شركة اتصالات زين لرعاية الدوري السعودي مدة ستة مواسم في مقابل ما يقارب ال600 مليون انطلاقاً من الموسم الحالي، إذ يعد عقد الرعاية الجديد للدوري الأضخم في تاريخ كرة القدم السعودية وعلى مستوى الشرق الأوسط. رابطة دوري المحترفين السعودي شددت في بيان أصدرته (تلقت «الحياة» نسخة منه)، بعد نهاية الاجتماع المثير على الاستمرار بنظام توزيع العوائد المالية من حقوق النقل التلفزيوني ورعاية الدوري كما كان معمولاً به الموسم الماضي، والذي ينص على أن يتم توزيع 50 في المئة من عوائد النقل التلفزيوني والرعاية بالتساوي على الأندية كافة، فيما توزع ال50 في المئة المتبقية بحسب ترتيب الأندية في مسابقة الدوري. وقدمت الرابطة في الاجتماع تحليلاً مالياً لمصروفات الأندية وإيراداتها، إذ بلغ إجمالي دخل أندية دوري عبداللطيف جميل ما يقارب ال910 مليون ريال، فيما بلغت مصروفات الأندية ما يقارب ال921 مليوناً. وكان مجلس إدارة الفيصلي عقد اجتماعاً عاجلاً في وقت متأخر أول من أمس (الخميس) في مقر النادي بمدينة حرمة، أعلن من خلاله انسحابه من رابطة الدوري السعودي ومن برنامج التراخيص الآسيوي بدعوى تهميش دور الأندية ومقترحاتها. وأصدرت الإدارة الفيصلاوية بياناً صحافياً (تلقت «الحياة» نسخة منه)، وجاء فيه: «بناءً على ما عرضه رئيس النادي عضو رابطة الدوري السعودي للمحترفين فهد المدلج عقب الاجتماع الذي عُقد مساء الخميس في الدمام، من تهميش مقترحات ومتطلبات العديد من الأندية والتحيز لأندية أخرى، وأيضاً عدم تطبيق ما يتم الاتفاق عليه في بعض الاجتماعات التي عقدت سابقاً، واحتجاجاً على القرارات الصادرة عن رئيس الرابطة والتي منع من خلالها احتساب التصويت في اتخاذ القرار على المواضيع المطروحة من الأعضاء، وعدم الأخذ برأي الغالبية كما هو متبع في جميع مجالس الإدارات، فعليه قرر النادي الفيصلي تعليق عضويته في رابطة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، والانسحاب من برنامج التراخيص الآسيوي». واتخذ نادي نجران خطوة مماثلة بإعلان انسحابه وتعليق عضويته في رابطة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين. بدوره، أوضح المتحدث الرسمي ل«رابطة دوري المحترفين السعودي» أحمد المصيبيح أن الرابطة قدمت في اجتماع مجلس إدارتها أول من أمس تقارير وإحصاءات مالية مفصلة، مشدداً على أنه لم تحدث مشكلات بين الأعضاء وإدارة الرابطة، مضيفاً: «كان هناك اختلاف في وجهات النظر وهذا الأمر يحدث في معظم الاجتماعات. فكل عضو ممثلاً لناديه يبحث عن مصلحة ناديه، وهذا حق مشروع له، كونه مسؤولاً أمام شرفيي ناديه وجماهيره عن حقوق النادي، والرابطة حرصت على وضع الأمور المالية وآلية توزيع العوائد أمام الأعضاء كافة في صورة واضحة ووفق نظم مالية بحتة، أسوة بما هو معمولاً به في إسبانيا وإنكلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا». وأضاف: «من غير المعقول والمنطق أن تتم مساواة الأندية كافة في عملية توزيع حصصها من عوائد النقل التلفزيوني والرعاية. فهناك أندية متقدمة في الترتيب عن بقية الأندية وتحقق بطولات في صفة مستمرة، صعب جداً مساواتها بالأندية الأخرى. فحتى في جانب الإعانات الحكومية السنوية التي تحصل عليها الأندية، هناك آلية تختص بالتوزيع على الأندية كافة مبنية على المراكز والدرجات والنشاط».