تمثيل: إيلويز غوديه، جسيكا إيريكسون حسناً تفعل الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة السينمائي، إذ تستعيد في عروضها الأساسية عرض هذه التحفة السينمائية الأخيرة لغودار والتي كانت عرضت في «كان». فمن الواضح لصعوبة لغة الفيلم وتركيبيته «اللغوية» الغودارية المعتادة، أن حظوظه قليلة في ان يعرض في الصالات، وحتى في أن يُستنسخ في الاسطوانات المدمجة المقرصنة. أما الجمهور الذي سيشاهده في المهرجان القاهري فإنه سيحظى بالتأكيد بمتعة بصرية ومجموعة من أفكار شديدة المعاصرة والاستفزازية تتحلق كلها - وتحلق أحوال العالم المعاصر معها - من خلال علاقة بين رجل وامرأة متزوجة. يلتقيان يفترقان ويلتقيان من جديد فيما السياسة والأدب والسينما تسبح في فضاء علاقتهما في شكل لا يتقن سوى غودار التسعيني تصويره في زمننا هذا. } «القطع» إخراج: فاتح آكين - تمثيل: طاهر رحيم، سيمون أبكاريان قد لا يكون المخرج التركي والمقيم في ألمانيا فاتح آكين معروفاً للجمهور العربي، لكن هواة السينما يعرفون أفلامه ويحبونها. لكنه في فيلمه الجديد، الذي يقدّم ضمن العروض الأساسية لمهرجان القاهرة، لن يكسب بالتأكيد حب الرؤوس التركية الحامية. فهو فيلم عن «المذبحة» التي ارتكبها العثمانيون في حق الأرمن ولايزال الأتراك ينكرونها. المشكلة بالنسبة اليهم ان مبدعاً تركيّاً يعالجها في فيلمه، وفي شكل إنساني من خلال حكاية الشاب نازاريت الذي يُقتلع مثل ارمن كثر من قريته في ماردين، ثم يعلم لاحقاً ان بناته قد يكنّ على قيد الحياة فيبدأ رحلة شاقة تقوده من بلد الى آخر بحثاً عنهنّ. } «عشق شرب وغناء» إخراج: آلان رينيه - تمثيل: سابين آزيما، إيبوليت جيراردو من بين التحيات العديدة التي يتضمنها برنامج مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام، تحية الى فنان السينما الفرنسية الكبير الراحل آلان رينيه، وذلك عبر عرض هذا الفيلم الذي كان آخر ما حقق قبل رحيله. والفيلم الذي اعتُبر أشبه بوصية من رينيه، يدور من حول كاثرين وكولين، تامارا وجاك، ومونيكا وسيميون، الذين يتناهى الى مسامعهم ان صديقهم المشترك جورج ريلي مصاب بداء عضال لن يترك له سوى بضعة اشهر اخرى يعيشها... يتباحثون في ما بينهم حول افضل السبل للتسرية عنه في لقاءات اخيرة معه. وهكذا يدعونه إلى حضور تمارين مسرحيتهم الجديدة التي ستنكشف في نهاية الأمر نصّاً عنه وعنهم. } «الملكة والوطن» إخراج: جون بورمان - تمثيل: كالوم ترنر، فانيسا كيربي عملاق آخر من عمالقة السينما العالمية، الإنكليزي بورمان، يحضر في الدورة الجديدة والغنية لمهرجان القاهرة، وكذلك من خلال فيلمه الأخير - حتى الآن - الذي اعتبر من قبل النقاد الذين حيّوه بحفاوة حين عرض، بكل تواضع، في اسبوعي النقاد في «كان» قبل شهور، استكمالاً أنيقاً وحميمياً لفيلم سابق كان بورمان قد حققه قبل سنوات - هو «الأمل والمجد» -، أتى يومها اشبه بسيرة حياة لفتى يكاد يكون المخرج نفسه في أتون الحرب العالمية الثانية. مهما يكن فإن أحداث الفيلم الجديد تكاد تبدو وكأنها تتابع ما حدث لذلك الفتى بعد احداث الفيلم الأول، ما يعد بجزء ثالث يستكمل بورمان فيه تلك السيرة الذاتية.